”الصراع الداخلي في جماعة الحوثيين: من يخلف عبد الملك الحوثي؟”
سلط معهد المحيط الأطلسي "ذا أتلانتك كاونسل" الضوء على مستقبل جماعة الحوثيين ومحور إيران، في حال وقوع أسوأ سيناريو يتمثل باغتيال زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
وتناول التحليل المخاطر التي قد يواجهها محور إيران إذا غاب الحوثي عن الساحة، مشيرًا إلى تصاعد الشائعات حول وفاته عقب حادث تحطم مروحية في جنوب غرب إيران، في سبتمبر/أيلول الماضي، ادّعى البعض أنه أسفر عن مصرع عبد الملك الحوثي وعدد من قادة الحرس الثوري الإيراني.
غير أن التحليل ذكر أن هذه الشائعات تم نفيها بعد ظهور الحوثي في خطاب مرئي أكد فيه أنه بصحة جيدة.
أوضح التقرير أن عبد الملك الحوثي الذي قاد جماعة الحوثيين منذ عام 2004، بعد مقتل شقيقه حسين بدر الدين الحوثي، لعب دورًا محوريًا في تحويل الجماعة من "ميليشيا متناثرة" إلى منظمة عسكرية متماسكة، تسيطر على جزء كبير من الأراضي اليمنية، وتتمكن من تهديد أمن المنطقة واستهداف الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
هذه القوة المتنامية مكنت الجماعة من تنفيذ هجمات استهدفت الأراضي الإسرائيلية والسفن الدولية، مما عزز مكانة الحوثيين كمؤثر إقليمي، وزاد نفوذهم في مفاوضات السلام مع السعودية، مما يضعهم في موقع مركزي ضمن استراتيجيات الحرس الثوري الإيراني.
وتناول التحليل الدور المحوري لعبد الملك الحوثي، الذي جعل منه هدفًا محتملًا لإسرائيل، خاصة بعد اغتيال شخصيات بارزة في حزب الله وحماس.
ورأى التحليل أن غياب الحوثي، حال حدوثه، سيخلق فراغًا قياديًا داخل الجماعة، وقد يؤدي إلى مرحلة من الاضطرابات الداخلية، وسط منافسة محتملة بين قادة الجماعة على السلطة.
ومن المحتمل، وفقًا للتحليل، أن يكون شقيقه الأصغر عبد الخالق الحوثي هو الخليفة الأكثر منطقية، نظرًا لدوره القيادي منذ عام 2014، إلا أن غموض القيادة داخل الجماعة قد يثير نزاعات داخلية، سواء داخل العائلة أو بين القادة المحليين والموالين من المحافظات الشمالية.
يشير التقرير إلى أن الصراع على القيادة قد يؤثر على وحدة الجماعة وعلاقتها بإيران، التي على الرغم من دعمها لجماعة الحوثيين منذ عقد، إلا أن العلاقة بين طهران وصنعاء تختلف عن علاقاتها مع وكلائها الإقليميين الآخرين في لبنان والعراق، ما يعني أن فقدان الحوثي سيكون له أثر سلبي على إيران، رغم احتمالية تعويضه بمرور الوقت.
يختتم التحليل بالإشارة إلى أن الجماعة، وعلى الرغم من حرصها على حماية زعيمها عبد الملك الحوثي، تعي المخاطر التي تهدد حياته، لا سيما في ظل استهدافات استخباراتية إسرائيلية لشخصيات مؤثرة في المنطقة.
ويرى التحليل أن التهديد الحوثي يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ خطوات طويلة الأمد لمنع إيران من إعادة تسليح الجماعة وتجهيز الحكومة المعترف بها دوليًا، في سبيل إرساء الاستقرار في اليمن والمنطقة بأكملها.