بسبب الحوثي .. صراع لفظي بين روسيا وأمريكا داخل مجلس الأمن
شهد مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء مواجهة كلامية بين الولايات المتحدة وروسيا حول الوضع في اليمن، وسط تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وازدياد نشاطهم العسكري. جاء ذلك خلال جلسة قدم فيها المبعوث الأممي لليمن إحاطته الدورية بشأن الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد.
اتهمت الولايات المتحدة روسيا بالتفكير في تسليح الحوثيين بصواريخ باليستية متطورة مضادة للسفن، وهو ما جاء على لسان ممثلها في المجلس، روبرت وود. وقال وود: "هناك تقارير تشير إلى مفاوضات جارية لتزويد الحوثيين بأسلحة، مما يزيد من تعقيد الوضع في اليمن ويهدد الملاحة البحرية في المنطقة". كما شدد على ضرورة تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش لمنع تدفق الأسلحة إلى الحوثيين، محذراً من تداعيات هذا الدعم على الأمن الإقليمي.
في المقابل، رد المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا بتوجيه اللوم إلى التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا في اليمن، مشيراً إلى أن الضربات العشوائية التي ينفذها التحالف تزيد من تفاقم الأزمة. وأضاف نيبينزيا أن "الدعم الغربي للعقوبات والتدابير ضد الحوثيين يجب أن يتوازن بالضغط على التحالف لوقف هجماته الجوية".
كما أكد المندوب الروسي على أهمية حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، داعياً الحوثيين إلى وقف أي أعمال تهدد حرية الملاحة والإفراج الفوري عن السفينة "جالاكسي ليدا" وطاقمها المحتجز.
وتأتي هذه التصريحات وسط تقارير تفيد بأن الحوثيين استهدفوا أكثر من 150 سفينة تجارية منذ بدء النزاع في غزة في أكتوبر، مما أثار قلقًا دوليًا بشأن سلامة الملاحة في المنطقة. ومع استمرار إنكار إيران توريد الأسلحة للحوثيين، أشار مراقبون إلى العثور على أسلحة إيرانية في شحنات متجهة إلى اليمن، ما يعزز الشكوك حول دور طهران في الصراع.
يجسد هذا التوتر بين القوى الكبرى في مجلس الأمن التحديات المتزايدة التي يواجهها المجتمع الدولي في التعامل مع الحوثيين وتداعيات الحرب في اليمن، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدعم العسكري الذي قد يغير معادلة الصراع.