سياسي يمني : الشرق الأوسط اليوم ميدان صراع بين وكلاء دوليين
تحدث الكاتب والسياسي اليمني محمد جميح عن أبعاد وجذور الصراع في الشرق الأوسط، مركّزاً على دور إيران وإسرائيل وما يسعى كل منهما لتحقيقه في المنطقة.
وجاءت تصريحاته من خلال منشور نشره عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، والذي لاقى اهتماماً واسعاً.
الصراع في الشرق الأوسط: إيران وإسرائيل في قلب المواجهة
في منشوره، أشار جميح إلى أن إيران تسعى للهيمنة على المنطقة من خلال مشروعها الذي تسميه "الشرق الأوسط الإسلامي"، والذي يتمثل في تصدير الثورة عبر دعم وتأسيس ميليشيات تتجاوز الحدود العربية، في إشارة واضحة إلى الحركات المسلحة التي ترعاها طهران في عدة دول عربية مثل العراق، لبنان، وسوريا.
وفي المقابل، تسعى إسرائيل لتحقيق الهيمنة من خلال مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، وهو مفهوم يرتكز على تطبيع العلاقات والسلام مع الدول العربية، ولكن على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما يعتبره جميح شكلاً من أشكال الهيمنة الإسرائيلية المبطنة.
غياب المشروع العربي
تحدث جميح بلهجة ناقدة عن غياب المشروع العربي الموحد في مواجهة هذه التحديات، معتبراً أن ما يُطرح من "الإسلام الإيراني" و"الحداثة الإسرائيلية" ليسا إلا شعارين خادعين يخفيان وراءهما طموحات إقليمية ودولية تهدف إلى الاستحواذ على المنطقة.
وأشار إلى أن كلاً من إيران وإسرائيل تلعبان دور الوكيل لقوى دولية شرقية وغربية تسعى إلى إدارة صراعاتها على أرض العرب من خلال هؤلاء الوكلاء.
الصراعات الطائفية وأثرها على العرب
أضاف جميح أن إيران، من خلال ميليشياتها وتحركاتها الطائفية في المنطقة، كانت أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في تأجيج الصراعات الطائفية في البلدان العربية.
ومن الجانب الآخر، استفادت إسرائيل من هذه الصراعات الداخلية التي أضعفت العرب وجعلت أمنهم القومي في مهب الريح.
مستقبل المنطقة وفقاً لنظرة القوى الكبرى
جميح أشار إلى أن القوى الدولية، سواء من خلف إيران أو إسرائيل، تنظر إلى المنطقة العربية اليوم كما كانت القوى الغربية تنظر إلى تركة "الرجل المريض" في بداية القرن العشرين، في إشارة إلى الفترة التي سبقت تقسيم الإمبراطورية العثمانية.
وأكد أن هذه القوى تعتقد أنه حان الوقت لإعادة رسم خريطة المنطقة، على غرار اتفاقية "سايكس-بيكو" التي قسّمت العالم العربي في القرن الماضي.
ختام التصريحات: صراع على تركة الرجل العربي المريض
اختتم جميح منشوره بالقول إن الصراع الحالي في الشرق الأوسط يُعتبر في جوهره صراعاً على ما يعتقد البعض أنه "تركة الرجل العربي المريض"، في إشارة إلى ضعف العالم العربي في مواجهة هذه التحولات الدولية والإقليمية المتسارعة.