الإثنين 17 مارس 2025 09:37 مـ 17 رمضان 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

بعد وفاة كبير سدنة الكعبة.. هذا هو الفرق بين ‘‘بني هاشم’’ وبني شيبة

الأحد 23 يونيو 2024 12:35 مـ 16 ذو الحجة 1445 هـ

أعلن في #السعودية اليوم وفاة كبير سدنة الكعبة المكرمة الشيخ صالح الشيبي يرحمه الله وهم عائلة توارثت السدانة في الجاهلية والاسلام إلى يومنا هذا وسيستمرون بأمر النبي عليه الصلاة والسلام تالدة خالدة فيهم، لا ينزعها عنهم إلا ظالم، وينتمون إلى عبدالدار بن قصي بن كلاب، وقصي هو جدّ النبي صلوات الله عليه.

عدد آل #الشيبي اليوم تقريبًا ٤٠٠ شخص فقط، وبمقارنتهم مع المنتسبين إلى "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه، نجد عددًا مليونيًا هائلًا يزعمون الانتماء إليه، في أصقاع الأرض.

تلك مقارنة مهمة، فآل الشيبي تناسلوا السدانة ونسلهم معلوم لجماهير المسلمين لإرتباطهم بالوظيفة والأمر النبوي الحاسم لهم فيها، وخلصوا إلى عددهم هذا منذ ١٦٠٠ سنة تقريبًا، بينما يضج العالم بملايين يزعمون أنهم ينتسبون لـ علي بن ابي طالب رضي الله عنه، وبالمقارنة تتضح المبالغة المتراكمة في حجم التنسيب العلوي، وضرورة تصحيحه بمفاهيم العلم الجيني الحديث.

في #اليمن، لا نبحث عن شيء من الخوثيين الذين زعموا أنهم من نسل عليّ، سوى الاعتراف بأننا وهُم مواطنون يمنيون لا أقل ولا أكثر.

الدولة، الوطن، الحقوق، القانون، الدستور، عبارات لا يؤمن بها عبدالملك الخوثي لأنها تهزمه، تُدمّر خياله، وتوهن أحلامه في الاستمرار كـ رجل مُقدّس

فكرة الولاية التي يزعمونها تدفع بإتجاه مجتمع مُعاق، يتولاه سادة ويُمتهن فيه عبيد، وقد أدت هذه الفكرة لحروب لا متناهية في حياة العرب قديمًا، وأزهقت ملايين الأنفس، وأهرقت الدماء بلا حدود

في مجتمعات المسلمين برز نظام واحد سُمّي بـ الخلافة، ولما أقبل العجم الذين استدعتهم الدولة العباسية في هوانها الطويل، تحوّل الحاكم الأعجمي إلى "سلطان" ولم يجرؤ على اعتبار نفسه "خليفة أو إمام" وكلاهما مُسمى للفعل ذاته، لأنه اصطدم بحديثين متناقضين، الأول يُفسّر أنه منحة نبوية لـ عليّ بالولاية في غدير خُمّ، والثاني يؤكد أن الأمر في قريش، وكلا الحديثين صبّا في مصلحة "بني هاشم" وكان ذلك مطمعًا لتقافز المنتمين إلى الهاشمية كحبّات الفشار.

في عام ١٩٢٠ جاء وفد من العِراق إلى حسين بن عون في الحجاز، طالبين منه تسمية أحد ابناءه ليكون ملكًا عليهم، وبعد أن حذّرهم من قتله، وعدوه بالحُسنى والطاعة، فنادى على من حوله، قائلًا: ياعيال نادوا على فيصل.

وفيصل هذا كان بلا عمل، بعد أن خلعه أهل الشام من مُلكِه، إلا أن الانتماء العرقي لـ الهاشمية كان بحد ذاته وظيفة، فذهب إلى العراق، ومات فيها، وقتل العراقيون حفيده في مذبحة الرحاب الشهيرة.

فكرة انتماء الحاكم إلى هوية خارجة عن حدود وطنه ومملكته أمر يدفع إلى تعاظم الشعور القومي المضاد، وينتهي الحاكم إما مقتولًا أو مخلوعًا، وهذا ما حدث مع الحُكام البريطانيين من نسل فيكتوريا الذين وزعتهم على بلدان كثيرة، ومنها روسيا القيصرية، فـ القيصر رومانوف كان ابن خالة الملك البريطاني جورج الخامس، وبتعاظم مشاعر القومية الروسية قُتِل رومانوف وعائلته، وكانت المذابح تتوالى في خمسينيات القرن الماضي على "الحُكّام الغزاة"

غير أنهم كانوا بلا نص مقدس، ولهذا لم يعد لهم ثارات ومزاعم بالعودة إلى السلطة، كما الهاشمية التي تأبى أن تموت، لأنها حاملة عرقية لسُلالة تزعم انتماءها الى النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وكلما خفتت أو مالت إلى الانقراض فُتح باب الانتساب إليها بشهائد كرتونية.

الغريب أن النزاع بين الطامحين من الهاشمية على السلطة يُلحق صراعًا شرسًا وعقيمًا بالبلدان والأمم الموبوءة بهذه النظرية

- أكرر إننا نطالب الخوثيين بالإنتماء الحقيقي إلى اليمن، وهو ما يرفضونه ويقاتلونا عليه حتى اللحظة.

موضوعات متعلقة