شيفرة دافنشي.. الفلسفة، الفكر، التاريخ

في يونيو من العام 2006م، وأنا في مقيل الأستاذ القدير الشاعر محمد إسماعيل الأبارة، لمحت أمامه لأول مرة "شفرة دافنشي"، رآني محدقا فيها، سألني للتو: هل قرأت هذه الرواية؟ أجبت: لا.
مثلك لا بدّ أن يقرأها. هكذا رد علي. وللتو أخذها وناولني إياها.
بعد عودتي من ذلك المقيل شرعتُ في قراءتها، وبعد أيام قليلة أنهيتها. والحقيقة أني لم أفهم منها إلا القليل آنذاك. لم أكن حينها قد قرأت كثيرًا في تاريخ الفكر المسيحي وجدلياته. أي كنت أجهل أساسياتٍ مهمة في هذا الجانب.
أعدتُ له الرواية بعد أيام، وأخذت منه كتابا آخر، كما أذكر..
في العام 2013م وأنا في معرض الكتاب في القاهرة رأيت هذه الرواية فاشتريتها، وقرأتها ثانية هناك، فإذا بي أجدني متفاعلا معها بقوة، غير المرة السابقة.
هذه الرواية من أندر الروايات التاريخية التي جمعت بين الحقيقة والخيال. بين التاريخ والفكر والفلسفة واللاهوت؛ لذا تُعتبر من أعلى الأرقام مبيعًا في عالم الكتب؛ حيث تم بيع 400 مليون نسخة منها. وقد تُرجمت إلى 44 لغة عالمية.
الرواية أحدثت هزة في الفكر المسيحي، خاصة بعد تأكيد داون براون على أن المسيح كان متزوجًا من مريم المجدلية، وله منها طفل، وتفاصيل أخرى أيضا كانت محل قداسة عند المسيحيين على خرافيتها.
رواية دافنشي تُضاف إلى الروايات التاريخية ذات الحضور الكبير على المسرح الثقافي غربا وشرقا، مثل روايات: البؤساء، الأم، آلموت، راسبوتين، أولاد حارتنا، الحرافيش، الأسود يليق بك.. إلخ. والتي تغني الواحدة منها عن عشرات الكتب في موضوعها.