المفكر الإسلامي المصري الدكتور مصطفى الفقي يتحدث عن ظاهرة الإسلاموفوبيا
ظاهرة "الإسلاموفوبيا" حقيقتها ونشأتها وطرق مواجهتها، والتعرف على أبعادها، خاصة أن هذا التعبير يتردد كثيرًا، والغريب أن الكثيرين من المسلمين لا يدركون ولا يعلمون معناه.
وجهنا هذا السؤال إلى المفكر الإسلامي المصري الدكتور مصطفى الفقي، رئيس مكتبة الإسكندرية المصرية السابق، وأيضًا رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق بالبرلمان، والدبلوماسي الشهير الذي عمل لسنوات مدير مركز المعلومات للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
فقال الدكتور مصطفى الفقي: لقد جاءت العقود الأخيرة بتعبيرات ذات طابع عنصري كان من أبرزها العداء للسامية، ثم مصطلح جديد أصبح شائعًا، وأعني به مصطلح "الإسلاموفوبيا، وهو يعني مجموعة المخاوف، بل كل الافتراءات التي تحاول ربط الإسلام -بوصفه دينًا- بالعنف والاضطرابات في كثير من أنحاء العالم مع التركيز على عدوانية هذا الدين ومحاولة ربطه بالإرهاب، حتى يصبح عقدة في العقل الباطن للبشر.
وذكر الدكتور مصطفى أن هذا أمر خطير ينم عن الرغبة الكاسحة في تطويق الإسلام والإساءة إليه، وأنا أزعم أن ذلك الدين الحنيف يواجه حملة شعواء تحاول أن تدفعه دائمًا بما ليس فيه، بل بعكس ما لديه؛ فالدين الإسلامي يدعو إلى التسامح والرحمة واحترام الآخر والتعايش مع الغير، ولكن هناك من يحاول على غير علم، ولكن لغرض ومصالح مختلفة لقوة شريرة في هذا العالم؛ الإساءة للدين الإسلامي. كما أزعم أن ظاهرة العداء للإسلام تحتل موقعًا كبيرًا، لا في الكتابات والدراسات وحدها، ولكن على مستوى الدراسات الدولية المعاصرة، إذ يجري تعقب الإسلام والمسلمين سواء كانوا سكانًا أصليين أو جاليات في معظم الدول الغربية وروسيا ومينامار وغيرها من بقاع الأرض. فالمسلمون هم المطاردون في المطارات والمنتظرون للتأشيرات وهم محل شك وريبة دون مبرر، كأنما هناك من أراد أن يصنفهم ظلمًا بأنهم دعاة عنف وإرهاب وأنهم مصدر القلاقل والاضطرابات في كل مكان، ويستغلون في ذلك ما قامت به جماعات منه خرجت علينا وأساءت إلينا في تنظيمات إرهابية وجماعات متطرفة، وحاولت اختطاف الدين الإسلامي العظيم خارج مساره، وتعطي انطباعًا بأن ما تقوم به هذه الفئات الضالة من تصرفات وأفعال خارج نطاق القانون والأخلاق ومحاولة نسبتها كلها حتى ولو بالافتراء والكذب إلى الإسلام والمسلمين.
وفي إطار المخطط المعروف، زرعوا الخوف لدى عموم البشر تجاه اتباع الديانة المحمدية وما زلنا نتابع الأخبار يومًا بعد يوم عن محاولات تطويق السكان المسلمين الأصليين في عدد من الدول الآسيوية جنبًا إلى جنب مع الجاليات الإسلامية في الدول الأوروبية حيث لا نكاد نعرف من الذي يقف وراء ذلك التيار العنيف الذي يدفع بخطاب الكراهية ضد الإسلام والمسلمين. هذا هو التفسير والتوضيح لمعنى عبارة أو مصطلح "الإسلاموفوبيا".
أما عن مواجهة ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، فيقول الدكتور مصطفى الفقي إن هذه المواجهة يجب أن تكون شاملة، ليس من جانب الحكومات، ولكن من المنظمات والهيئات الدينية الإسلامية سواء منظمات دينية، أو دينية – سياسية، مثل منظمة التعاون الإسلامي والمراكز الثقافية الإسلامية في الدول الأوروبية، بحيث يتم إظهار حقيقة الدين الإسلامي الصحيح وأنه دين سمح ودين رحمة، وليس دين عنف ولا إرهاب، وأن بعض الفئات الضالة والمتطرفة المنتمية إلى الإسلام أضرت بالمسلمين ووجهت الرصاص وقنابلها إلى المسلمين قبل أن توجهها لغير المسلمين، ولذلك فإنني أدعو إلى ضرورة تنظيم مؤتمر يتبناه الأزهر الشريف مع الكنيسة لشرح مخاطر "الإسلاموفوبيا" ومحاولة توضيح الصورة الحقيقيه للإسلام حتى نقضي على هذا المصطلح البغيض الذي أضر بالإسلام والمسلمين أبلغ ضرر والقضاء عليه.