صحيفة مقربة من حزب الله: أمريكا قدمت لعبدالملك الحوثي ”عرضًا مغريًا” والسعودية تدخلت.. ما هو؟
زعمت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله، إن الولايات المتحدة قدمت ما وصفته بالعرض المغري، لعبدالملك الحوثي ومليشياته الانقلابية، مقابل الامتناع عن الدخول في معركة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وزعمت الصحيفة، أن عبدالملك الحوثي، المصنف إرهابيًا، رفض العرض، فلجأت واشنطن إلى وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان،الذي زارها نهاية الشهر الماضي، لإيصال العرض إلى جماعة الحوثي.
كما زعمت الصحيفة، أنها علمت من "مصادر يمنية مطلعة"، أن العرض يتضمّن التبنّي الكامل لمطالب من وصفتهم "أنصار الله" وتقصد المليشيات الحوثية التابعة لإيران، في ما يختصّ بالملفّ الإنساني، ولا سيما الموافقة على دفع رواتب الموظفين على الأراضي اليمنية كافة، وفق كشوفات المليشيات ومقترحاتها التنفيذية للتسلّم والدفع، والرفع الكامل للحصار البحري وفتح المطار الدولي إلى جميع مطارات العالم.
وأضافت الصحيفة إن العرض الأمريكي كان قبل إعلان الحوثيين لما قالوا إنه قصف على "أهداف إسرائيلي"، وقالت إن سلطنة عُمان نقلت من الولايات المتحدة أيضاً (بعد القصف) رسائل تتضمّن تهديدات للجانب الحوثي إذا ما استمرّ في إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، "بتدفيع اليمن أثماناً باهظة"، منها تراجع التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية، عن الهدنة غير الرسمية وعودة الحرب مجددا.
وكان عبدالملك الحوثي، زعيم مليشيات الانقلاب التابعة لإيران في اليمن، قال إنه تلقى عروضا من المسؤولين الأمريكيين تنوعت بين الترغيب والتهديد، بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
جاء ذلك في أول خطاب متلفز منذ إعلان مليشياته إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه الكيان الإسرائيلي، بثته قناة المسيرة الفضائية التابعة للجماعة، الثلاثاء.
ما هو العرض؟
كان "المشهد اليمني"، قد كشف، الخميس الماضي، أن قيادات في جماعة الحوثي، على اتصال مع مسؤولين أمريكيين عبر قنوات غير مباشرة، وخلال ذلك، هددت القيادات الحوثية بأنها قد تُعطل حركة باب المندب.
وقالت مصادر مطلعة من داخل جماعة الحوثي بالعاصمة صنعاء، لـ"المشهد اليمني" إن الأمريكان وعدوا الحوثيين بضغوط على المملكة العربية السعودية، والحكومة الشرعية، فجاءت مزاعم حادثة "إسقاط طائرة أمريكية مسيرة من طراز "إم كيو-9 ريبر" قبالة سواحل اليمن" باتفاق بين الجانبين، الأمريكي والحوثي، بهدف الضغط على السعودية.
وقالت المصادر إن الهدف من التنسيق والعملية، هو الضغط على المملكة العربية السعودية، لتقديم تنازلات والاستجابة لمطالب الحوثيين، بذريعة أن الجانب الأمريكي لا يريد اتساع رقعة التصعيد العسكري في المنطقة مع ما يجرى من حرب إسرائيلية على قطاع غزة.
وأضافت أن قادة الجماعة الحوثية، بعثوا رسائل إلى الجانب السعودي، أنهم سوف يطلقون صواريخ تخترق الأجواء السعودية بمزاعم قصف الكيان الإسرائيلي، مؤكدة أن الجماعة لا تهتم لأمر فلسطين ولا للحرب على غزة، إنما تستخدم ذلك كوسيلة ضغط على المملكة.
وقالت المصادر إن الأمريكيين، أبلغوا الجانب السعودي خلال لقاءات حديثة، أنهم قلقون من استهداف الحوثيين، لباب المندب، القريب منهم، والإضرار بالتجارة العالمية وحركة السفن الحربية. وقالوا إنهم لا يريدون توسيع الصراع مع إيران ووكلائها في المنطقة.
ويريد الحوثيون من المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، الضغط على الحكومة الشرعية للقبول بتقاسم إيرادات النفط والغاز في مناطق سيطرة الشرعية، إضافة إلى التغاظي عن أي عمليات عسكرية سيقوم بها ضد القوات الشرعية في العديد من المحافظات اليمنية.
كما يطلب الحوثيون، من المملكة رفع جميع القيود المفروضة على أنشطة مطار صنعاء الدولي، وموانئ الحديدة التي تسيطر عليها المليشات الانقلابية، وضمان دفع رواتب جميع موظفي الدولة، بما في ذلك، العسكريين والأمنيين الذين أضافتهم الجماعة الحوثية في كشوفات الموظفين بعد انقلاب 2014، من عائدات النفط الحكومية.
وهذا هو العرض الأمريكي الذي تلقاه الحوثي، وتعهدت أمريكا بالضغط على المملكة والشرعية للقبول بذلك، وفي حال رفض الحوثي ذللك، فقد ترفع الولايات المتحدة ضغوطها عن الشرعية والتحالف بخصوص الحرب على المليشيات الانقلابية.
وتسعى المملكة العربية السعودية، لوقف دائم لإطلاق النار، وضمان انخراط الحوثيين، في مفاوضات مباشرة مع الحكومة الشرعية، للوصول إلى حل سياسي شامل، على أن يتم ذلك بوساطة ورعاية سعودية أممية، في حين تتفق الشرعية مع هذا النهج لكنها تؤكد أن الحوثي لن يستيجب ولن يفي بأي تعهدات، نظرا لتجارب سابقة منذ نشأت الجماعة التي عُرفت بنقض العهود والتنصل عن أي اتفاقات سلمية، كانت أو عسكرية.