الأحد 1 ديسمبر 2024 08:51 مـ 30 جمادى أول 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

جماع الغيلة..ما هو ولماذا كاد النبي ﷺ أن ينهى المسلمين عنه؟ تفعله الروم وفارس

الأربعاء 15 نوفمبر 2023 01:38 مـ 3 جمادى أول 1445 هـ
زوج وزوجة تعبيرية
زوج وزوجة تعبيرية

كشفت العديد من النصوص الشرعية وآراء العلماء عن إباحة "الغيلة"، حيث يُفهم من الحديث النبوي أنها تشير إلى الوطء خلال فترة الرضاعة. ورغم اختلاف الآراء حول معنى الغيلة، بين جماع المرأة وهي مرضعة، أو إرضاع المرأة طفلها وهي حامل؛ إلَّا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينه عنها بصراحة.

الرضاعة مع الحمل

ونقل في صحيح مسلم (1442) حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال فيه: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنْ الْغِيلَةِ، حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ فَلا يَضُرُّ أَوْلادَهُمْ». ويرى العلماء أن الهمّ الذي أعرب عنه النبي صلى الله عليه وسلم يعبر عن قلقه من الأضرار التي قد تلحق بالرضع.

وهناك حديث ضعيف رواه أبو داود (3881) وابن ماجه (2012) عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها ، فيه : نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الغيلة .

جماع المرأة وهي حامل

وأوضح الإمام النووي أن هناك تفسيرات متعددة لمعنى الغيلة، حيث قال بعضهم إنها تعني وطء الزوجة المرضع، بينما رأى آخرون أنها تشير إلى إرضاع الحامل لطفلها.أكدت النصوص الإسلامية أهمية تجنب الأذى للرضع، ونقل الإمام مسلم (1443) عن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : (إِنِّي أَعْزِلُ عَنْ امْرَأَتِي . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : أُشْفِقُ عَلَى وَلَدِهَا.. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ كَانَ ذَلِكَ ضَارًّا ضَرَّ فَارِسَ وَالرُّومَ).

ورغم أن هناك حديثًا ضعيفًا رواه أبو داود وابن ماجه ينهي عن الغيلة، إلا أن العلماء أكدوا أن الأحاديث الأخرى تشير إلى إباحة هذه العملية.

أبان النبي صلى الله عليه وسلم عدم نهيه عن الغيلة، ولكنه أشار إلى احتياط الروم والفارس لتفادي أي ضرر لأطفالهم. وفي حديث آخر رواه مسلم (1443) عن سعد بن أبي وقاص، أفاد النبي صلى الله عليه وسلم بجواز الغيلة، حيث قال: "لَوْ كَانَ ذَلِكَ ضَارًّا ضَرَّ فَارِسَ وَالرُّومَ".

يأتي هذا في سياق التأكيد على إباحة الغيلة، وفي النهاية يُشدد على ضرورة اتباع الاحتياطات لصحة الولد وتفادي أي مضاعفات غير مرغوبة، وبشكل عام، يتضح أن النصوص الشرعية لم تنه عن "الغيلة" بشكل صريح، وهذا يشير إلى إباحتها بناءً على آراء وفهم العلم