حين حسد صحابيٌ صحابيًا.. كيف كان رد فعل النبي ﷺ؟

نستعرض في «المشهد اليمني» من خلال حرصنا على تناول القضايا الدينية التي تمس حياة الملايين من المسلمين، وتدور بين ما يجول بخاطرهم من استفسارات حول أحكام الشريعة، في إطار حرصها على تلبية احتياجات القرَّاء، والرد على استفساراتهم من خلال المعلومات الموثقة، والمعتمدة من الجهات الدينية، وانطلاقًا من دورنا الإعلامي التوعوي، والتثقيفي الإجابة على الأسئلة الدينية، وتقديم الإجابات في إطار مبسط، وشرح سهل لجموع القرّاء.

ويتسائل البعض هل حسد أحد الصحابة غيره؟ وما هي الرقية التي تحميني من الحسد؟ وللإجابة على السؤال فإنه رُوِيَ في الأثر الصحيح أن عامر بن ربيعة رأى سهل بن حنيف يغتسل فقال: (والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة): قال: فلبط سهل -أي سقط على الأرض ومرض-.

ويكمل راوي الحديث: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرًا فتغيظ عليه وقال: (علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا بركت. اغتسل له)"؛ فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب عليه فراح سهل مع الناس". رواه الإمام مالك.

كيف تحمي نفسك من الحسد؟

وهناك أذكار وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم لعلاج الحسد وللوقاية من السحر والمس والشر والحسد والعين، وأفضل هذه الأذكار المحافظة على ورد أذكار الصباح والمساء وقراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين عقب كل صلاة وعند النوم وقراءة الآيتين من آخر سورة البقرة كل ليلة.

والرقية الشرعية واردة في السنة النبوية المطهرة، لعلاج العين والحسد؛ عن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن جِبريلَ أتَى النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اشْتَكَيْتَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: (بِسْمِ الله أرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ، بِسمِ اللهِ أُرقِيكَ)، وروى مسلم عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ضَعْ يَدَكَ علَى الَّذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ: باسْمِ اللهِ، ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ.

شروط الرقية الشرعية

وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا).

الرقية الشرعية لابد أن تجتمع فيها ثلاثة أمور:

1- أن تكون الرقية بكلام الله، أو بأسمائه وصفاته، أو بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأحاديث الصحيحة.

2- اشترط شيخ الإسلام ابن تيمية أن تكون الرقية الشرعية باللسان العربي وما يعرف معناه؛ فكل اسم مجهول فليس لأحد أن يرقي به فضلاً عن أن يدعو به ولو عرف معناه لأنه يكره الدعاء بغير العربية؛ وفقط يرخص لمن لا يحسن العربية.

3- أن يعتقد الراقي والمرقي أن الرقية الشرعية لا تؤثر بذاتها، بل بتقدير الله تعالى.