سيرحل الحوثي بتململ شعبي وإنتفاضة داخلية
هي ليست جردة حساب ولا بحث في جداول الربح والخسارة ، حوالي نصف مليون قتيل وبلاد مدمرة وبنية إجتماعية محتربة ، ومشاريع طالعة من عفن التاريخ تتشرعن بقوة السلاح ، كل هذه التصدعات تضعنا جميعاً أمام الحقيقة الصادمة:
الحرب جعلت الجميع في خانة الهزيمة والإدانة الإخلاقية ، لا دولة قائمة تستحق جولة جديدة من الصراع، ولاشيء فيها يحفز كي تُحكم.
نحن أمام منتج حرب يحمل صفات العبث وغياب العقل السياسي وكل أعراض الجنون.
الحوثي مهزوم بحكم المستقبل القريب ،وغياب مشروعية مستمدة من المحكومين ،وعقد إجتماعي لايملكه الحوثي ،ويقاوم بإستماتة تنحيتة جانباً، وإعتماد بديلاً عنه أساطير الخرافة حول العصمة والقداسة والحكم بتوصية من الرب.
بالحرب الحوثي يدمر البلاد ، وبالسلم المراوح يمص دم وقوت المنكوبين بسيطرته ، وكل محاولة لتسميته سلطة أمر واقع، تؤجل سقوطه ولا تلغي حتمية الرحيل بضغط الشارع والحقوق المدنية .
الحوثي وإن طبّع علاقاته مع الجوار سيصنع له مسوغات حرب أُخرى يستهدف فيها عموم فئات الشعب، ولأنه مشروع حرب لا دولة ، يُنضِج الآن بخطى متسارعة صورة العدو القادم وهو داخلي بإمتياز ، يرفع صخب خطاباته بوصف المجتمع بالجاهلية ، ومحاولة تفكيك وإعادة تركيب الموزاييك السياسي الديني الإجتماعي المتنوع، وفق رؤية مذهبية واحدة ، ووضع سقفه الخاص للوطنية ومسطرة قياس تبدأ وتنتهي من مع ومن ضد المسيرة الإيمانية، أما أن تكون حوثياً بالتشييع الإجباري، أو ان تكون أدوات ضغط ناعمة وطابور خامس.
هو يدرك يقيناً أن الحرب مع الخارج حبله السري، يتغذى منها يعبئ ويحشد حوله ، ويرحل الأستحقاقات الحياتية للناس، بخلق سُلّم أولويات يستقيم عودها على مقاومة العدوان والحرب ، بالتصعيد بين حين وآخر مع الجوار ، مالم فبالإستدارة لمقاتلة الداخل المحتقن .
الحوثي سيرحل بحامل فشله بالقيام بدور الدولة ، سيرحل بجذر منهجه العنصري، بوضع جزمته السلالية على عنق واحدية المواطنة، التي يتطير منها ويرى في نفسه سيداً وكل الملايين عبيد ، سيرحل الحوثي بتململ شعبي وإنتفاضة داخلية، صحيح سيقاوم سقوطه بشراسة ،ولكنه لن يستطيع أن يبيد الملايين وان يحكم الواحد في المئة كل الشعب.
في قلب مشروعه الطائفي تكمن بذرة موته.
بحسابات التاريخ لا قلق.