الأسباب التي أدت إلى وصول الحوثيين إلى السلطة والانقلاب في 21 سبتمبر 2014م (تحليل )
تعددت أسباب صعود المليشيا الحوثية إلى السلطة والانقلاب على النظام اليمني في 21 سبتمبر 2014م بعد انتهاجها للعمل العسكري منذ عام 2004م والتي جائت بالتزامن مع إنهيار النظام العراقي وخروج ايران من القمقم وتمكن اذرعتها من إسقاط أربع عواصم عربية منها صنعاء .
واطلع المشهد اليمني على أبرز وجهات النظر الأكاديمية التي تناول الأسباب التي مكنت المليشيا الحوثية "ذراع إيران عسكريا "، ودينيا " إثنا عشرية " والتي ارجعت تمكين المليشيا الحوثية بإسقاط صنعاء نتيجة للتقارب الأميركي الإيراني" .
وحاول بعض الباحثون الأمريكيون من التقليل من التهمة السابقة من خلال استنادها على تسريبات وثائق ويكيليكس، منهم الباحث ستيفين داي، أستاذ مساعد بكلية رولينز ومؤلف كتاب "المناطقية والتمرد في اليمن"، والذي يقول ان تحركات الحوثيين مدفوعة بديناميكيات محلية، والروايات السائدة عن الأحداث في المنطقة لديها القليل لتفعله مع الحقائق والواقع في اليمن .
وثائق ويكيليكس منذ العام 2009 كانت قد قللت من شأن هذه الاتهامات لكنها وثائق تم تسريبها بعناية من قبل المخابرات الغربية والتي أدت إلى تقسيم الجيش اليمني وتبادل الاتهامات داخل وحدات الجيش حتى تم أضعاف الجيش وصولا إلى تسليم أغلب وحداته للمليشيا الحوثية .
دبلوماسيون بريطانيون أدلوا بتصريحات مشابهة منها تصريحات غريغوري غوس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فيرمونت ومؤلف كتاب "العلاقات السعودية اليمنية والذي قال " الهياكل الداخلية والنفوذ الأجنبي"، يقول بأن التركيز على الجوانب الطائفية أو النظر للأحداث من عدسة طائفية يشوش جهود التحليل ويصرفها لأهداف غير مرغوبة.
من جانبه قال الباحث لوكاس وينتر، محلل سياسي في قاعدة فورت ليفنوورث العسكرية بكانساس، " بأن التعميم بشأن "شيعية" الحوثيين صحيح جزئيًا ولكنه يهدف إلى حجب جذور النزاع والتغطية على حقيقة أن الزيدية فرع متميز عن المعتقدات الممارسة في إيران والعراق ولبنان.
وفي عام 2014 و2015، دور إيران في الأحداث التي مرت بها اليمن لا زال غير واضحًا وملتبسًا وليس بوضوح علاقتها بحزب الله أو الميليشيات العراقية لكنها محاولات لتطمين المملكة العربية السعودية حتى يتمكن الغرب من القضاء على القوى السنية في اليمن والتي يتهما الغرب باستهداف البارجة الفرنسية لمبرج والمدمرة الأمريكية يو اس اس كول في خليج عدن والسفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء .
اثرت المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، في توسع المليشيا الحوثية بعد تحويل طهران للحوثيين إلى ورقة ضغط ناجحة .
وأدت المفاوضات الأمريكية - الإيرانية إلى تغيرًا جذريًا في موقف الولايات المتحدة منذ 2004 سواء تحت إدارة ديمقراطية أو جمهورية والتي كان آخرها إطلاق الأموال الإيرانية المحجوزة مقابل أربعة حتجزين امريكيين والتي تكون أشبه بمسرحية هزيلة .
وبحسب اغلب الباحثين فإن هناك علاقة بين الحوثيين وإيران والتي كان لها دورا في صعود المليشيا الحوثية أيديولوجيا، وسياسيًا وودينيًا، وفقا لأغلب الباحثين الغير مرتبطين بالمخابرات الغربية .
وبحسب الباحثين فإن هناك خمسة عوامل لصعود الحوثيين في اليمن وهي :
- المبادرة الخليجية والحصانة لعلي عبد الله صالح.
- سلوك وسياسيات حزب التجمع اليمني للإصلاح.
- إستغلال الحوثيين للاحباط الشعبي لتحقيق أهداف فئوية خاصة بهم، وتصوير أنفسهم كـ"حركة وطنية" تهدف إلى تصحيح مسار ثورة 2011 .
- إستمرار الصراع بين مراكز قوى نظام علي عبد الله صالح ومحاولة عبد ربه منصور هادي ضرب هذه القوى ببعضها .
- تقديم المليشيا الحوثية كمنقذ لليمن .
سمحت الحصانة لعلي عبد الله صالح من المسائلة القانونية، له بلعب دور حيوي وحاسم في تأمين التحالفات القبلية والعسكرية التي سمحت للحوثيين بالسيطرة على صنعاء في 21 سبتمبر 2014 .
فالمبادرة الخليجية منحت صالح وعلي محسن الأحمر فرصة للهروب من استحقاقات محاكمة عادلة وعدالة انتقالية، بل فرصة للاستمرار بلعب دورٍ في السياسة اليمنية وهو ماخلق فراغًا في السلطة نتيجة المماحكات وأعمال العنف بالوكالة بين هذه الأطراف.
انتج اتفاق المبادرة الخليجية بنية سياسية مصطنعة وضعيفة، كان اتفاقا لايقاف اطلاق النار بين قوات علي عبد الله صالح (ألوية الحرس الجمهوري والأمن الخاص) من جهة، وقوات علي محسن الأحمر (ألوية الفرقة الأولى مدرع وميليشيات تجمع الإصلاح) من جهة أخرى رسميًا، ولم تشر المبادرة إلى هذه الشخصيات والتكتلات واعتبرت ثورة الشباب اليمنية "أزمة سياسية" بين حزب المؤتمر الشعبي العام وتكتل أحزاب اللقاء المشترك ولكن الصراع على السلطة ليس بين مشاريع سياسية وإقتصادية مختلفة، بل بين مراكز قوى نافذة تنتمي لعصبة قبلية ومناطقية واحدة وتجمعها ثقافة سياسية مشتركة.
اتهمت اطراف يمنية واشنطن بممارسة ضغوطات من خلال سفيرها في اليمن لصالح المليشيا الحوثية بدأ بتهجير القوى السنية من دماج بصعدة ووصولا إلى تدخل الطائرات الأمريكية بدون طيار في استهداف القوى السنية التي تقاتل المليشيا الحوثية في عمران والبيضاء وشبوة ومارب .