مدارس أهلية بصنعاء وإب للمشهد اليمني: مكاتب التربية تمارس بحقنا البلطجة الممنهجة والابتزاز وتهددنا بالإغلاق
قال مسؤولون في مدارس أهلية بالعاصمة اليمنية صنعاء ومدينة إب (وسط اليمن)، إن مكاتب التربية والتعليم في حكومة الانقلاب الحوثية غير المعترف بها، تمارس بحقهم ما وصفوها بالبلطجة الممنهجة والابتزاز الرخيص والإجراءات التعسفية.
وأضاف عدد من مسؤولي مدارس أهلية بصنعاء وإب، في تصريحات لـ "المشهد اليمني"، أن المليشيات الحوثية عبر مكاتب التربية والتعليم، تبتز مدارسهم وتهدد بإغلاقها بحجة ارتفاع الرسوم الدراسية، الناتجة عن إجراءات الوزارة بحق تلك المدارس.
وأكدوا "أن الوزارة تبيع الكتاب المدرسي للمدارس الأهلية بمبالغ خيالية تصل في مجملها إلى المليارات، وبالإضافة إلى ذلك ترفع الضرائب والواجبات وأسعار القرطاسية وغيرها من رسوم البوابة الذكية والشهادات والتراخيص...إلخ".
وأشاروا إلى أن مكاتب التربية تفرض على المدارس الأهلية مقاعد مجانية تصل إلى المئات في بعض المدارس بحجة منحها لأبناء الشهداء (قتلى الجماعة) الذين ذهبوا ضحية القتال معهم، والذين يتم انتقاءهم على أساس هاشميتهم".
ولفتوا إلى أن المدارس الرائدة والنموذجية -رغم كل ممارسات سلطة الانقلاب، وما خفي أعظم-، فإنها (المدارس) تحرص على تقديم خدمة تعليمية نوعية بجودة عالية وتجربة شاملة وفريدة تلبي المستقبل وتشجع على الإبداع، وتوفر لذلك كوادر خبيرة ذات كفاءات عالية تجيد العمل والأداء وفق معايير دولية، وتلتزم لتحقيق ذلك بنفقات باهضة ورواتب عالية حرصًا منها على تقديم الأفضل وتطوير وتحسين الأداء.
وقال تربويون في تلك المدارس، إن "هؤلاء العصابة المحسوبون على التربية والتعليم يأتون ليمارسوا ما يحلوا لهم ضد هذه المدارس خارج نطاق القانون، وكأنهم يقولون بهذه الممارسات: لانريد تعليمًا جيدًا ولا نريد مخرجات نوعية، نريد تعليمًا هشًّا وسطحيًّا..نريد مخرجات عمياء لا تَعِي ولا تعقل شيئًا".
وأضافوا أن مكاتب التربية والتعليم، في وقت تمارس فيه البلطجة والابتزاز الرخيص تجاه المدارس الأهلية، فإنها تأتي برفقة وسائلها الإعلامية "المتخمة بالأبواق المسعورة لتوثيق ذلك ونشره للعامة على أنه محاربة لجشع المدارس الأهلية وحرصًا على مصلحة المواطن اليمني، في برنامج دَعِي لايمت إلى الواقع بصلة، ويسمونه بكل وقاحة "من الواقع".
وكانت وزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب الحوثي، قد فرضت في وقت سابق، تعيين مشرفين طائفيين في كل المدارس الأهلية ومنحهم راتباً شهرياً من عائدات تلك المدارس.
وضاعفت المليشيات من الجبايات التي تحصلها كل عام من هذه المدارس، وهو ما دفع إدارات المدارس إلى رفع الرسوم الدراسية بنسبة تصل في بعضها إلى 36 في المائة عما كانت عليه العام الماضي لمواجهة المطالب المتزايدة للميليشيات ومندوبيها.
وكانت الوزارة التي يديرها يحيى الحوثي، شقيق زعيم الجماعة، قد رفعت رسوم الدراسة في المدارس الحكومية من 2000 ريال (تعادل 4 دولار) ، على كل طالب، إلى قرابة 9000 ريال ( أكثر من 16 دولارًا) لهذا العام، تحت مسمى "المساهمة المجتمعية"، في وقت يعمل أكثر من 170 ألف معلم في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية من دون رواتب للعام التاسع.
ويلجأ مئات الآلاف من الطلاب في المدارس الحكومية على شراء الكتب الدراسية (المعدلة طائفيًا)، من السوق السوداء، بمبالغ تصل إلى 32 دولارًا للمنهج الدراسي الواحد لكل طالب، بعدما خصصت جماعة الحوثي مطابع الكتاب المدرسي، لطباعة ملصقاتها الطائفية وصور قادتها وقتلاها، وللأعمال التجارية لصالح قيادة وزارة التربية وتمويل المعسكرات الطائفية التي تقام خلال الصيف، وطباعة مناهج المدارس الأهلية بمبالغ خيالية.