• الرئيسية
• المشهد اليمني

أثارت تدوينة لأحد الناشطين يقول فيها إن محافظة حضرموت، شرقي اليمن، جزء من الأراضي السعودية، وأنها كانت قبل 300 سنة تتبع الدولة السعودية الأولى، أثارت الكثير من الجدل.

وتساءل أحدهم، إن كانت فعلا تتبع الدولة السعودية أم لا، ليرد عليه هاني بن بريك، ساردًا جانبًا من المعلومات التاريخية، متطرقًا إلى عهد الإمارة البريكية في محافظة حضرموت، ومعاهدات قال إنها تمت بينها وبين بريطانيا.

وقال هاني بن بريك، وهو نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، : "هذا الكلام مجانب للصواب ويحتاج لتوضيح وبيان، حيث إن إرسال البعثات في عهد الدولة السعودية الأولى لمناطق الجزيرة العربية لايعد بحال دخولها في الحكم السعودي".

وأضاف: "للتوضيح أكثر ففي عام 1224هجرية في عهد الأمير الثالث للدولة السعودية الأولى الإمام سعود بن الإمام الثاني عبدالعزيز بن الإمام الأول جد آل سعود ومؤسس الدولة السعودية الأولى ومن ينسب له آل سعود محمد بن سعود الذي تبنى دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، تم إرسال بعثة نجدية إلى حضرموت الوادي والساحل بقيادة ناجي بن علي بن قملا الدهمي وكانت حضرموت حينها مقسمة في الحكم فالوادي تحت حكم الدولة الكثيرية وعاصمتها سيئون مع نفوذ كبير لبعض القبائل على مناطقها أشبه بالحكم المستقل، والساحل مقسوم بين الدولة الكسادية وعاصمتها المكلا، والدولة البريكية وعاصمتها الشحر، وكذلك نفوذ واسع للقبائل".

وتابع: " وكانت هذه البعثة أشبه بالدعوة الدينية وليست ذا مغزى سياسي طامح للحكم، فاستقبلت من الحضارم دون أي اقتتال لما عرف من الحضارم السماحة الدينية وتقبل الآخر وهذا خلق أصيل لدى الحضارم، وكان آخر نزولهم في مدينة الشحر عاصمة الدولة البريكية واستضافهم جدي الأمير ناجي بن علي بن بريك الأمير الرابع للدولة البريكية والذي دام حكمه 19 عاما ومكثوا 40 يوما في الشحر في منطقة معلومة منها من أرض آل بن بريك ثم رحلوا معززين مكرمين".

وقال: "لدينا مخطوطات المراسلات بين أمير آل سعود الثالث الإمام سعود وبين حكام حضرموت ومنها المراسلات مع جدي الأمير ناجي بن علي بن بريك أمير الدولة البريكية، كما لدينا وثائق المعاهدات مع بريطانيا العظمى من عهد جورج الثالث جد الملكة فكتوريا".

واستطرد: " ويجدر بالذكر أن هناك خلطا بين ناجي بن قملا الدهمي وبين بن قرملة القحطاني وكلاهما أرسل ببعثة لحضرموت من قبل الدولة السعودية الأولى ليست بطابع سياسي بل ديني محض، ولهذا لم تحصل معارك بينهم وبين الحكام في حضرموت".

وزاد: "وبن قرملة القحطاني لم يصل الشحر وهو سابق لابن قملا الدهمي بشي يسير ، فالقحطاني أرسله الإمام الثاني عبدالعزيز بن محمد بن سعود، وبن قملا أرسله الإمام الثالث سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود".

وقال: "وبقيت حضرموت بواديها وساحلها تحت حكم الحضارم من قبل ظهور الدولة السعودية الأولى وصولا إلى الدولة السعودية الثالثة أعزها الله وأعز شعبها الحبيب علينا في الجنوب العربي" .

تجدر الإشارة إلى أن مصطلح "الجنوب العربي" اخترعه الاحتلال البريطاني إبان نهاية حكمه في جنوب اليمن، ولم تقم دولة مستقلة في التاريخ، بهذا الاسم، إذ أنه بعد استقلال جنوب اليمن ورحيل المستعمر البريطاني، تم إعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، قبل أن يتم إعادة دمج الأخيرة مع الجزء الشمالي لليمن الذي كان يعرف، بالجمهورية العربية اليمنية، ليتم مع ذلك إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، في عام 1990، باسم الجمهورية اليمنية.