الكشف عن أخطر مخطط حوثي في العاصمة صنعاء وعميد عسكري مؤيد للشرعية يعلق: ”نحن نايمين في العسل”
كشف خبير عسكري عن أخطر مخطط لمليشيات الحوثي الإرهابية في العاصمة اليمنية صنعاء، ارتفعت وتيرته خلال الأشهر الأخيرة.
واشار العميد محمد عبدالله الكميم، إلى مساعي الملشيات الحوثية، لتطويق العاصمة صنعاء، من جهاتها الأربع، عبر مصادرة آلاف الأراضي في مديريات الحيمة وبني مطر وهمدان وسنحنان، وبني حشيش، ومناطق صرف وعصر.
وقال إن المليشيات ستستكمل سيطرتها لتصبح صنعاء، محاصرة تمامًا بالسلالة للتحكم بالجغرافيا الداخلية والاقتصاد والبشر بالعاصمة صنعاء، وأضاف: "انه تجريف كامل للارض وللهوية ونحن نايمين بالعسل".
وكانت المليشيات الحوثية، أقدمت في أكتوبر من العام الماضي، على مهاجمة منطقة صرف وفرض حصار خانق ومداهمة منازل المواطنين والاعتداء عليهم، وقتل أحد مشايخ المنطقة، في مسعى للسيطرة بقوة السلاح على أراضي الكسارات الواقعة في منطقة صرف شمال شرق العاصمة، لتشغيلها لحسابها الخاص.
ووقعت حينها اشتباكات بين الحوثيين وقبائل بني حشيش الذين استنفروا للدفاع عن أراضيهم وممتلكاتهم من نهب القيادات الحوثية.
وسبق اقتحام صرف، قيام مليشيات الحوثي بفرض حصار خانق على قرية العرة في مديرية همدان شمال غرب العاصمة، وذلك على خلفية رفض الأهالي السماح لها بمصادرة أرض تابعة للقرية، ومنعت دخول الغذاء والدواء للمدنيين المحاصرين، واختطفت أكثر من 50 مدنياً بينهم وجهاء القرية.
ففي أغسطس الماضي، شنت مليشيات الحوثي حملة عسكرية على أهالي قرية "العرة" في مديرية همدان (شمال غرب العاصمة)، استمرت لنحو أسبوعين، وأطلقت النار على منازل الموطنين وداهمتها واختطفت عدداً منهم، بعد رفضهم عملية السطو على أراضيهم عبر ما تسمى "مؤسسة الشهداء !" والتي طوقت مساحتها على 66 ألف متر مربع، رغم حصل الأهالي على حكم قضائي بأحقيتهم بالأرض .
وامتد السطو الحوثي على الأراضي إلى منطقة (الخميس) بمديرية بني الحارث شمال صنعاء، بزعم أن الأرض أملاك دولة ويجب تسليمها لقادة المليشيات، كما أصدرت أوامر بمنع ملاك الأراضي من التصرف فيها وإيقاف عمليات البناء بالمناطق المفتوحة ليتم بعدها السطو عليها.
وبسطت المليشيات سيطرتها على مساحات واسعة من أراضي الدولة منذ انقلابها، ولجأت إلى إحراق الأرشيف الوطني التابع لوزارة الأوقاف في صنعاء، بهدف طمس جرائم نهب الأراضي والعقارات وتسهيل عملية النهب والسطو عليها، ونقل ملكيتها إلى قيادات ونافدين وموالين للمليشيات.
وفي سبتمبر من العام الماضي، أقدمت مليشيا الحوثي، على مصادرة أراضٍ زراعية، تابعة لمواطنين في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، تزامنًا مع نهب أراضٍ واسعة في منطقة العرة بمديرية همدان.
وبدأت المليشيا يناير الماضي، في بناء سور كبير على أراض استولت عليها بالقوة في بني مطر غربي صنعاء، بعد تطويق المنطقة بأكثر من 50 عربة عسكرية .
وكانت مصادر حينها كشفت أن القياديين الحوثيين أبو حيدر جحاف ، وأبو علي الشامي شرعوا في بناء سور على مساحة 2200 لبنة بمساحة اجتماعية تصل إلى 97 ألف متر مربع والتي تدعي المليشيا الحوثية ملكيتها للأمام إبن حمزة والذي اباد عددا من قرى المديرية أبان حكمه بعد اتهامهم بالاعتقاد بجواز تولي الحكم من أبناء القبائل والذي يعد مخالفا في الفكر الشيعي الديني المغلوط .
وتواصل مليشيا الحوثي عمليات السطو على عقارات القبائل في محيط صنعاء، ضمن مخطط يهدف إلى السيطرة على أراضي القبائل اليمنية ، على غرار الضاحية الجنوبية في بيروت من خلال تطويق العاصمة صنعاء بحزام شيعي من خلال تغيير التركيبة السكانية وبناء مناطق سكينة بديلة عن السكان الأصليين .
وتزايدت عمليات النهب والسلب التي تقوم بها مليشيا الحوثي بحق أراضي المواطنين وممتلكاتهم لاسيما بعد توقف إطلاق النار مع إعلان الهدنة الأممية في أبريل 2022، وبعد نهبها أراضي وعقارات الدولة وتسخيرها لتمويل حربها ضد اليمنيين وترسيخ سلطتها الكهنوتية. وفقا لمدير مكتب حقوق الانسان بأمانة العاصمة صنعاء فهمي الزبيري.
وأكد الزبيري في تصريحات صحفية، أن مليشيا الحوثي تسعى من خلال عمليات النهب الواسعة للأراضي والعقارات والتضييق على المواطنين لتهجيرهم قسريًا لإحداث تغيير ديمغرافي وتمليك عناصرها السلالية الطائفية وإحلالهم بديلاً عن السكّان الأصليين، مشيرًا إلى أن المليشيات احتكرت عمليات بيع وشراء الأراضي في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها؛ ضمن مخططاتها الماكرة والخبيثة للاستحواذ والتحكم في قطاع الأراضي والعقارات والسطو على ممتلكات الناس بطريقة غير مشروعة.
من جهته، وصف الباحث والصحفي عبدالباسط الشاجع، ما تقوم به المليشيات الحوثية بأنها عمليات نهب ممنهج لأراضي الأوقاف والمواطنين، أقل ما يوصف بأنها عملية احتلال غاشمة تستأصل اليمنيين، مشيرًا إلى أن المليشيات الحوثية سعت منذ سيطرتها على صنعاء إلى تجريف أراضي الدولة والمواطنين، مستغلة امتداد فترة الحرب وتأخر الحسم، في إحداث تغيير ديموغرافي لضمان بقاءها وسيطرتها، ورافق هذه العملية نشر فكرها القائم على الولاية والاصطفاء الإلهي، وأيضًا إنشاء اقتصاد طفيلي تحتكره طبقة السلالة الهاشمية.
وكشف الشاجع أن نسبة التحكم ومصادرة أرضي الأوقاف في صنعاء وصل إلى 80% منذُ 8 سنوات، مشيرًا إلى أن الميلشيات الحوثية عمدت إلى التجريف والسيطرة عن طريق النهب بقوة السلاح وأدوات الترهيب لتضمن بقاء مشروعها السلالي، وقال إن الميلشيات تسعى تجريد اليمنيين من أراضيهم ومنازلهم، وتوطّن أفرادها المنتمين للسلالة، وخاصة المناطق الأكثر أهمية استراتيجية من أجل التحكم العسكري والأمني على العاصمة.