هل تعرف أن اليمن كانت تمتلك سكك حديدية وقطار يربط عدة محافظات؟.. دمرها الإمام يحيى وباع الحديد كخردة! (صور)
عرفت بلادنا القطارات والسكك الحديدية منذ بداية القرن العشرين، وكانت هذه من المشاريع الاستراتيجية في ذلك الوقت، قطار أنشأه العثمانيون شمالا وآخر البريطانيون جنوبًا، وآخر كان في طريق الإعداد خلال حكومة باسندوة.
قطار العثمانيون
كان الاهتمام بخطوط السكة الحديدية الداخلية مبتدئين بخط الحديدة صنعاء لما لهذا الخط من أهمية كونه يربط العاصمة بالميناء الطبيعي لها.
وسار أول قطار في اليمن سنة 1911م في حفل افتتاح مهيب بحضور الوالي العثماني وكبار رجال الولاية، كأول حدث تاريخي في حياة اليمن الاقتصادية والعمرانية وقد وصلت السكة الحديدية في خط الحديدة صنعاء إلى منطقة الحجيلة الكائنة جنوب مدينة مناخه باتجاه بلاد آنس وقد توقف العمل في المشروع بسبب قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914م، وكان من نتائجها خروج العثمانيين من اليمن.
وقام الامام يحي بإيقاف العمل في المشروع رغم استلام الشركة الفرنسية المنفذة للمشروع التكاليف كاملة من الدولة العثمانية، كما أمر الإمام يحيى بتدمير واقتلاع سكة الحديد وتحويل حديدها إلى خردة.
وبذلك خسرت اليمن بذلك مشروعاً هاماً كان سيعود على البلاد بأرباح طائلة وخيرات كثيرة والذي كان يمثل شرياناً حيوياً يربط اليمن بالعالم.
قطار عدن:
”اخر رحلة لقطار عدن قبل سقوطه عام 1925 في طريق مابين بير ناصر وصبر لحج وتوقف الشركة المشغلة نهائياً في عام 1929 وتفكيكه عام 1930م".
نشأت فكرة تنفيذ مشروع بناء خط سكة حديد من العام 1906، تقدم بها الحاكم السياسي (الجنرال دي بريت) حيث كانت الخطة تتركز في بناء خط من عدن إلى الضالع.
وفي سنة 1913أرسل الحاكم السياسي لعدن (هارولد جاكوب) خطابا إلى حكومة بومباي بالهند جدد فيها هذا الاقتراح لأغراض عدة، أهمها تسهيل تحركات القوات العسكرية البريطانية وبعد فتره وجيزة حاز رجل الأعمال الفارسي قهوجي دنشاو أيدن على حق الامتياز لبناء وتشغيل 120 كيلو متر من خط السكة الحديد المقترحة من عدن إلى الضالع ، وكانت المرحلة الأولى من بناء خط السكة الحديد وقدرها 60 كيلو متر, لتتوسع بعدها من عدن إلى نوب الدُكيم.
ومع ذلك ولسبب ما لم ينجح المشروع. بعد بضعة سنوات, وفي العام 1915م, طلب قائد الهندسة الملكية الأذن لبناء خط سكة حديد متواضع من عدن إلى الشيخ عثمان, لتزويد القوات البريطانية, ولتوفير طرق سريعة وفعالة لنقل القوات والمعدات لخطوط الدفاعات التابع للجيش البريطاني في الشيخ عثمان.
وأيضاً أُستخدم الخط لنقل كميات كبيرة من المياه لمواقع الجيش في الشيخ عثمان, والمكونة من القوات المتحركة ولنقل المياه توسع الخط في العام 1920م إلى حدائق الحسيني, والتي تقع على بعد 13 كيلو متر شمال لحج.
وتم الانتهاء من العمل في خط السكة الحديد الجديدة في شهر ديسمبر. وفي العام 1919م, وافقت حكومة عدن على عملية التوسعة لذلك الخط إلى لحج, وكان الخط بمساحة 46.3 كيلو متر وكان متوفر لحركة المواطنين العامة.
وكان القطار في ذلك الوقت من عشر عربات للركاب، سعة كل عربة ستون شخصاً, بالأضافة إلى أربعين عربة نقل، وتصل إلى ستين عربة تلحق بها عند الضرورة، وقد كانت مدينة المعلا هي المحطة الأولى لانطلاق القطار، وعلى وجه التحديد البقعة التي يقع فيها مركز الشرطة (الشوكي) والدفاع المدني (المطافي) حاليا، ومن حارة معروفة في المعلا حتى الآن تحمل اسم (حافة الريل( Real way وتعني سكة الحديد، ومن ثم يمر بالشارع الرئيسي ومعلا دكة مارا بالطريق الحالية المؤدية إلى مدينة خورمكسر، وبموقع مدرج مطار عدن الدولي حاليا حتى الشيخ عثمان، ويواصل سيره إلى مناطق دار سعد وبئر ناصر ثم منطقة صبر حتى الخداد بلحج, فالحبيلين آخر موقف له. وقد كانت أجرة ركوب القطار من المعلا إلى الشيخ عثمان 3 آنات أو عانات، ومن المعلا إلى لحج نصف روبية، أي ثمان عانات.
ونظراً لكلفة التشغيل والصيانة الباهظة للقطار والسكة الحديد, حيث كانت الكلفة الإجمالية منذ بداية المشروع من العام 1913م, حتى 31مارس1920م, بما مقداره 41707 ألف جنيه إسترليني, وبالتالي أقفل الخط في العام 1929م, وتم تفكيكه في العام 1930.
قطار باسندوة:
وفي عهد حكومة رئيس الوزراء الأسبق، محمد سالم باسندوة، في 2012 كانت تجري ترتيبات لإنشاء مشروع سكة حديد بتكلفة تصل إلى نحو ثلاثة مليارات دولار.
وبحسب تصريح صحفي لوزارة النقل آنذاك، فإن المشروع البالغ طوله ألفين و155 كيلومتراً كان سيربط اليمن بالمملكة العربية السعودية وعمان، بدءاً من محافظة حجة ومروراً بالشريط الساحلي وصولاً إلى أقصى المناطق الحدودية مع عمان.
وأشارت إلى أن للمشروع أهمية إستراتيجية من شأنها خلق آلاف من فرص العمل للشباب العاطلين عن العمل، وخفض كلفة نقل السلع والبضائع بما سينعكس على خفض الأسعار وزيادة التبادل البيني بين اليمن وجيرانها.
وكانت وزارة النقل في حكومة الأستاذ باسندوة، وقعت على اتفاقية مع مجموعة لويس برجر الأميركية بالتضامن مع شركة سيسترا الفرنسية للاستثمارات الهندسية لتقديم خدمات استشارية للمشروع.
وأشارت إلى أن المشروع ضخم وسيتم على مراحل قد تصل إلى ست سنوات، قبل أن تأتي الجائحة الحوثية وتقضي على كل شيء.
هل أعجبك الموضوع؟.