الإثنين 9 ديسمبر 2024 10:21 مـ 8 جمادى آخر 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

صحراء الجوف.. قطاع طرق وألغام ومليشيات.. ثلاثي الموت الذي يحصد أرواح المسافرين

الأحد 12 مارس 2023 10:00 مـ 20 شعبان 1444 هـ
الألغام وقطاع الطرق ومليشيات الحوثي..موت يترصد المسافرين
الألغام وقطاع الطرق ومليشيات الحوثي..موت يترصد المسافرين

يتسبب إغلاق المنافذ بين المحافظات وكثافة النقاط الأمنية والفرز وفقا للهوية، ومخلفات الحرب، بحصد أرواح العديد من المسافرين اليمنيين في طريق صحراء الجوف، الرابطة بين الوديعة والجوف ومأرب وصنعاء.

ويعاني المسافرون، خصوصا العائدون من بلاد الغربة، إلى أهاليهم في محافظات شمال اليمن، من ثلاثي مرعب يتلقفهم ويغتال أشواقهم وسعيد الحظ منهم من ينجو بروحه في حين يفقد آخرون أرواحهم وممتلكاتهم.

قطاع طرق

ارتفعت مؤخرًا حدة التقطعات على المسافرين وانتشرت العديد من العصابات، في طريق صحراء الجوف، الذي يضطر المسافرون للعبور منه، نظرا لانغلاق الطرق الأخرى نتيجة الاشتباكات المسلحة، بين مليشيات الحوثي وقوات الشرعية، أو نتيجة منعهم من المرور -عبر المحافظات الجنوبية- بحجة أنهم ينتمون إلى المحافظات الشمالية. حسب قول مسافرون تحدثوا لـ "المشهد اليمني"ز

آخر ضحايا التقطعات، ما حدث لثلاثة من سائقي الشاحنات، المتنقلين من صنعاء إلى سيئون بحثُا عن لقمة العيش والرزق الحلال لأهاليهم، حيث قطع طريقهم مجهولون، وأنزلوهم بقوة السلاح، ونهبوا عليهم كل ما بحوزتهم من أموال وهواتف ومقتنيات شخصية.

مضى الثلاثة ولم يتبق لهم سوى شاحناتهم وأرواحهم، تملأهم خيبة الأمل ببلاد صار تحصيل الرزق الحلال فيها من أصعب الأمور، فيما صار الرزق الحرام واللصوصية هي السائدة.

مصادر مقربة من السائقين الثلاثة، قالت للمشهد اليمني، إن تقطع آخر استوقفهم من جديد، وقام قطاع الطريق والأسلحة على ظهورهم، بإرغام السائقين على النزول وتفتيش شاحناتهم وجيوبهم، لكن دون جدوى.

لم يجدوا شيئًا بحوزتهم فقد نهبه من سبقهم من قطاع الطرق، فاستشاط المسلحون غضبًا وظنوا أن السائقين يتلاعبون عليهم وخبأوا ما بحوزتهم في أماكن سرية بداخل الشاحناتن فهددوهم بالقتل، وبعد مفاوضات طويلة، وتيقّن المسلحين بأن الثلاثة السائقين فعلا لا يمتلكون شيئًا، قرروا العفو عن أرواحهم مقابل، إرسال مبلغ مالي يقدر بـ "600،000 ألف ريال يمني" فور وصولهم إلى مدينة مأرب، مالم فلن يسمحوا لهم بالعودة مرة أخرى إلى العاصمة صنعاء من الخط نفسه، وهو بالفعل ما تم.

وقد شهدت صحراء الرويك في الجوف الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عدة حوادث قتل للمسافرين، ومنها مقتل الشاب إبراهيم الفائق وهو في طريقه إلى المملكة العربية السعودية، في أغسطس الماضي.

ألغام الموت

الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي في الصحراء، هي الأخرى، تتلقف المسافرين وتحصد أرواحهم، ومؤخرًا تداول ناشطون صورا لسيارات مغتربين محطمة ومحترقة بعد مرورها فوق ألغام مرزوعة بشكل عشوائي.

في يوليو الماضي، قتل مدنيان بانفجار لغم أرضي في الطريق الصحراوي الرابط بين محافظتي الجوف ومأرب.

كما تسبب الطريق بإصابة عشرات المدنيين بإعاقات وإصابات مختلفة جراء انفجار الألغام، إضافة على خسائر مادية كبيرة كالسيارات وما عليها من حمولات.

وأمس تداول ناشطون، صورة لسيارة محترقة قالوا إنها لمتغرب يمني كان عائدا من السعودية، استطاع شراء سيارته الفارهة بعد سنوات طويلة من الغربة، لتجد مصيرها ونهايتها فوق لغم حوثي، حول عناء السنوات إلى رماد في لحظة واحدة.

قد تكون صورة ‏‏‏٤‏ أشخاص‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

وصورة أخرى لمواطن آخر، هي الأخرى كذلك تفحمت بعد مرورها من فوق لغم حوثي، ما يجعل مشاهد الانفجار والاحتراق لا تفارق أعين المسافرين على طريق الرويك، وهو الطريق الوحيد المتبقي بين محافظتي مارب والجوف، ويقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي.

قد تكون صورة ‏‏سيارة‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

موت جماعي

قد تكون صورة ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏

في صورة أخرى للموت الذي تحفل به صحراء الرويك، نجى ركاب حافلة نقل جماعي من موت جماعي محقق كادت تسبب به مليشيات الحوثي، بعد قيامها بإطلاق الرصاص الحي على الناقلة.

فوفقا لمصادر مطلعة، قامت مليشيات الحوثي، السبت، بإطلاق وابلًا من الرصاص الحي، على حافلة كان على متنها العشرات من المعتمرين والمقيمين اليمنيين في طريقهم إلى السعودية ما أدى إصابة اثنين من الركاب، تمكن السائق لاحقًا من إسعافهم إلى مستشفى الهيئة بمدينة مارب وما يزالان يتلقيان العلاج.

ومنذ سنوات، يشهد الطريق الصحراوي في محافظة الجوف،القابع تحت سيطرة مليشيات الحوثي، للعديد من الانتهاكات والحوادث المأساوية مخلفة العديد من القتلى والمصابين.