المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:08 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

الرمح الجامح في قلب الإمامة!

الرمح الجامح في قلب الإمامة!
محمد الفسيّل .. في رحاب الله
هو آخر رجالات ثورة الدستور 1948، والتي أطاحت بالإمام يحيى حميدالدين ، وهذه الثورة هي أوّل وآخر ثورة في العالم العربي قامت بها نخبة مثقفة جُلُّ رموزها من الشعراء والأدباء والعلماء والعسكريين. وكان محمد الفسيّل أحد أبطالها ومثقفيها حتى أنه كتب كتابين أثناء سجنه
في سجنهِ عقِب فشل تلك الثورة كتبَ كتاباً أسماه " نحو النور " وكتاباً آخر بالمشاركة مع الشاعر أحمد الشامي أسمياه " كيف نفهم القضية اليمنية ".
وحين تعرف أنه كتب الكتابين في السجن وهو لم يزل في مطلع عشريناته ، بتلك اللغة وذلك الفكر الثائر الشجاع ضد الإمامة وحكمها المتخلف الظالم ستعرف أهمية وثقافة الرجل.

أتذكّر أنني التقيت الراحل الكبير محمد الفسيّل لأول مرة في مكتب الدكتور عبدالعزيز المقالح ربما قبل عشرين عاماً ، ووجدتها فرصةً لأسأله .. "ألَم تجد غير أحمد الشامي في السجن كي تكتبا ذلك الكتاب!" سألته ذلك السؤال على اعتبار أن الشامي أصبح بعد ذلك وزير خارجية الإمام البدر بعد قيام الجمهورية!
أجابني ببداهةٍ سريعة ببيتِ شعرٍ قديم:
كلانا غنيٌ عن أخيهِ حياتَهُ
ونحنُ إذا متْنا أشدُّ تغانيا

باقتضاب ، قال البيت الشعري كل شيء!

بعدها بسنوات أشرفتُ على طباعة كتابيه في مهرجان صنعاء عاصمة للثقافة العربية وكان سعيداً حين عرف أن الطبعة تجاوزت عشرين ألف نسخة تم توزيع معظمها مجاناً للشباب!

محمد الفسيّل محاورٌ عنيد ومجادلٌ مُلِحٌ فريد! انتقد كل رؤساء الجمهورية منذ ستين عاما .. وقبلهم وقف خصماً عنيداً للإمامين يحيى وولده أحمد!
كان الراحل الفسيّل رحمة الله تغشاه معارضاً عنيداً وصريحاً وشريفا

كان محمد الفسيّل شديد الانتقاد للمشير السلال مراراً وتكراراً حتى أن السلال بطرافته المعروفة قال ضاحكاً "أتمنى يميلك محمد الفسيّل عشان احبسه "! هههههههه
رحم الله المشير السلال كان أبيض القلب شديد الظرافة والصراحة وما هو في قلبه هو في لسانه.

سأختم بواقعة حدثت في التلفزيون
في لقاءٍ تلفزيوني له في ثمانينيات القرن الماضي سألَتْهُ آنسةٌ أنيقةٌ وهي مذيعةٌ تلفزيونية مثقفة:
يا أستاذ محمد .. ماهو الفرق بين عهد الإمامة البائدة وعهد الثورة والجمهورية؟
وبسرعة أجابها:
الفرق بين العهدين هو الفرق بينك وبين أمّي! كنتُ مع أمي نعيش في الظلام بكل أبعاده الروحية والمادية .. وها أنا معكِ الآن يا آنسة وأنت بكامل تعليمك وثقافتك وأناقتك وسط لجّة الضوء هنا بكل أبعادها المادية والروحية والفكرية.