خسارة الناشئين و لعنة الكأس

حصد المنتخب الوطني للناشئين كأس غرب آسيا العام الفائت ، و فرح الشعب اليمني فرحاً لا يوصف ، و احتفل بذلك المنتخب فرحاً شديداً ، و الحقيقة أننا لم نتعلم من منتخب الأمل للناشئين ، إذ أن ذلك الاحتفاء جعلنا نبني ثقة موهومة فيهم ، و هذه هي لعنة الكؤوس التي عرفناها بصورة واضحة خلال الكثير من دورات كأس العالم ، و التي لاحظنا فيها خروج أبطال كأس العالم للدورة السابقة من الدور الأول ..
الناشئين هم أبطال المستقبل ، و يجب أن يتم بناء الثقة فيهم كم تبنى البيوت لبنة لبنة ، و ما تلك الدورات التي يلعبون فيها إلا جزء من خطة بناء الثقة ، و لكن الإحتفاء الكبير الذي حصل لهم ، و الاهتمام الإعلامي المنقطع النظير جعلهم أكثر حاجة للدعم النفسي ، حتى لا يصابوا بما يسمى في علم النفس ( عقدة البطل ) ، التي تجعل اللاعب مفرط الثقة في نفسه و لكنها ثقة موهومه ، إذ أن الثقة في النفس تبنى بالتدريب الجيد و الإحتكاك المتدرج و الإلتزام و الإنضباط بالخطط التي تم التدرب عليها ..
دخل منتخب الناشئين بثقة مفرطة في كأس غرب آسيا للناشئين في الأردن ، و المنتخب الخصم إذا وجد منتخباً يتسلح بثقة مفرطة كحال المنتخب اليمني المنتشي بخصوله على الكأس السابقة ، و لعب معه بشكل دفاعي محكم خلال الشوط الأول ، فإنه يجعل ثقته تتسرب في أرض الملعب ، ثم يعتمد على الهجمات المرتدة و الخاطفة ، التي تتاح له خلال تقدم الفريق الواثق من نفسه ثقة مفرطه ، لأن هذا الفريق يتخلى عن خططه الجماعية ، و يشعر اللاعبين بالعار فيلجأون للحلول الفردية و عندها يتفكك الفريق ، وهنا تكون الضربة القاضية و تحصل الهزيمة من الداخل قبل حصولها من الخصم ..
لم يتم تقديم الدعم النفسي المناسب لمنتخب الناشئين لمعالجتهم من عقدة البطل ، و لم يكن المدرب مستعداً للتضحية بالفريق السابق خوفاً من الضغط الإعلامي في حال عدم تحقيق نتائج جيدة ، أو مغالطةً للنفس بأنه يمكن تقديم شيء جيد ، و الآن سيتم إلقاء اللوم على عدم التحضير الجيد ، و متى تم تحضيرهم جيداً في الدورة السابقة؟ ، لكنه لا بد من شماعة ، الآن يجب دعم هؤلاء الأبطال نفسياً لأنهم سيعانون صدمةً نفسية و إنتكاسة ، و يجب الإستعداد جيداً لأجل الإستحقاقات القادمة و الأهم تصفيات كأس آسيا القادمة للناشئين ..