المشهد اليمني
الأربعاء 11 سبتمبر 2024 03:07 مـ 8 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
صاعقة رعدية تخطف روح فتى أثناء اللعب وسط اليمن خبير عسكري: زعيم المليشيات ‘‘عبدالملك الحوثي’’ أعلن استسلامه عبر التلفزيون الرسمي ليل وأشباح وفتاة منكسرة! مليشيا الحوثي تشن حملة اختطافات واسعة وسط اليمن وتخوفات من تحركات شعبية.. ماذا يحدث؟ الإطاحة بـ‘‘متسولين يمنيين’’ في السعودية (فيديو) مليشيا الحوثي تنفي الرواية السابقة بشأن ‘‘الغارات الأمريكية’’ على مدرسة في تعز جوار قصر طارق عزيز.. ممثل المليشيات الحوثية في العراق يغتصب منزلًا لأحد رموز نظام صدام حسين النشرة التحذيرية للأرصاد الجوية تدعو للاحتماء من العواصف والسيول في هذه المحافظات عصابة مسلحة تحاول اختطاف شاب في عدن بعد وضع ‘‘حبوب’’ في حقيبته بعد القبض عليها.. مليشيا الحوثي تعلن عن اتخاذ أول إجراء ضد ‘‘سمية العاضي’’ المتهمة بقتل زوجة عاقل حارة بصنعاء أشهر المؤرخين العرب يفجر مفاجأة .. التوراة نزلت في اليمن وبنو إسرائيل خرجوا من تعز - فيديو روسيا توجه دعوة عاجلة بشأن اليمن

التعليم في زمن الحرب... من التدمير إلى التعمير


اليمن بأرضه وإنسانه امتدت إليه آلة الدمار الحوثية، وعبثت به يد الميليشيا الإيرانية، ولم يبق شيء إلا وفيه شاهد للأجيال يقول: مرَّ أعداء الحياة من هاهنا بقذائفهم وألغامهم ومسيراتهم وصواريخهم، ومشاريعهم الوافدة المهددة لحاضرنا ومستقبل.
وللوصول إلى أهدافهم مارس الحوثيون على اليمن واليمنيين حربين ضروستين منذ الانقلاب، إحداهما تدمِّر الأرض، وتجر عليه الويلات، وتنسف سمعته وتقطِّع صلاته وتشوِّه صورته، والحرب الأخرى تدمر الإنسان، ولن يتحقق ذلك إلى عن طريق تدمير التعليم، وانتهاج سياسة التجهيل التي تضمن سهولة استخدم الأطفال وقوادًا لمعاركها وتعويضًا لنقص مقاتليها.
ويعد التعليم ميدان المعركة الفكرية التي تخوضها ميليشيا الحوثي مع الأجيال منذ انقلابها لتشيِّد فكرًا إيرانيًا وافدًا، ولتحقيق تقدم سريع عمدت إلى تدمير المدارس وتفجيرها وانتهاج سياسة قطع المرتبات وتغيير المناهج، وكلها أسلحة لا تقل عن مسيَّراتها وصواريخها وألغامها، بل هي أخطر على الأجيال.
وهذا التجريف والتدمير الحوثي للتعليم والأجيال لم يعد خافيًا؛ بل كان واضحًا منذ الرصاصة الحوثية الأولى؛ ولذا قوبل بمشاريع تعليمية متكاملة من منطلق المسؤولية الإنسانية تبناها الأشقاء في المملكة العربية السعودية ممثلة ببرنامج إعمار وتنمية اليمن، إيمانًا بأن التعليم هو المستقبل، وعليه تتحطم المشاريع الدخيلة؛ ولذا شملت المشاريع أركان العملية التعليمة من مدرسين ومناهج وبيئات تعليمية ووسائل معينة؛ وكل ذلك لبناء مشروع وعي يشكل حصن اليمن وعلى صلابته ترسم ملامحه المستقبلية.
في زمن الدمار الحوثي الذي طال المؤسسات التعليمية بصور مختلفة تصب كلها في تدمير الوعي وإيجاد بيئة يسودها الجهل ليسهل تحرك الميليشيا فيه بحثًا عن وقود لمعركتها العبثية، كانت السعودية بمشاريعها التعليمية والتنموية هي المساندة والمبادرة بوقوفها إلى جانب اليمنيين، مع إدراكها وإدراكنا أن العمل في ميدان التعليم هو الأهم، وهو بوابة السلم والسلام في زمن الحرب، وعن طريق التعليم ومشاريع الوعي تقطع السبل أمام الحوثي ومشاريعه التدميرية التي تهدد الأجيال وتقدمهم قربًا لفئران الكهوف.
وما من شك عند من يرصد ما يحدث في اليمن أن المشاريع التعليمية تشييدًا وترميمًا وعناية في هذه المرحلة –سواء على مستوى المدارس والجامعات- هي الأهم في مدن اليمن وريفها، وهي الأهم لحاضر الأجيال ومستقبلهم؛ لكونها تعيد بناء الوعي الذي دَّمره الحوثي أو ترمِّم ما شوهه، ويستعيد الناس الصورة الإيجابية للتعليم وهو يرون بناء المؤسسات التعليمة المقاوم للدمار الحوثي، وسيكون لتلك المشاريع أثرها العاجل، وستشكل عوامل جذب لعودة مقاتلي الحوثيين من الجبهات إلى صفوف التعليم، وسيحد من نزيف الطفولة بسبب تجنيد الميليشيا الحوثية.
في اليمن الجميع يدرك أهمية التعليم؛ لذا نجد أن الأجيال تعيش بين مشروعين، مشروع يتعمَّد تدمير التعليم؛ لكَوْن ذلك يوفِّر بيئة خصبة تتكاثر فيها الميليشيات والعصابات، ومشروع إعمار ووعي وتعليم مستمر، وهو ما ننشده وتتبناه الشرعية ويساندنا فيه أشقاؤنا في المملكة عن طريق برنامج إعمار الذي لم تتوقف مشاريعه.