هاتف بلا رنة و وطن بلا دولة
التقيته بالقرب من مسجد النور في الشيخ عثمان قبل الحرب وكان ناشطا عاديا يعتاش من تحويلات المغتربين في ساحات الحراك الجنوبي .
تبادلنا التحية والسؤال عن الحال والمآل ..
طلب مني رقم هاتفي زاعما عبارة اليمنيين الشهيرة "الأرقام امتسحت".
رفع هاتفه ودون الرقم وأجرى اتصالا بي وانا اقف إلى جانبه.
انتظرنا رنين هاتفي لكننا اكتشفنا انه بلا رصيد..
ارتسمت علامة خجل على جبينه وطلب مني أن ارن له انا بدلاً عن ذلك.
توادعنا لتندلع الحرب ويظهر بعدها كقيادي ضمن قيادات مابعد 2015 ويتولى منصباً ضمن القوات التي ظهرت لاحقاً..
قبل أيام علمت من مسئول كبير في الاتصالات بأنه اشترى 5% من أسهم شركة إتصالات تنوي فتح أبوابها في عدن..
تذكرت واقعة لقائي الأول به أمام مسجد النور .. وضحكت من سخرية الاقدار..
من هاتف بلا رنة إلى جنوب بلا دولة.
نضال لايأتي لك بشركة إتصالات ماهو بنضال..
هكذا النضال الثوري والا بلاش ..
من رجل بلا رصيد إلى شريك في شركة إتصالات ووطن بلا دولة .
واقعة لن تطرأ حتى على خيال أكبر مخرج في هيوليود.
ليست حكاية عدن وحدها هي حكاية صنعاء أيضا ..
حكاية الذين سرقوا وطننا واجروا اتصالهم وتركوا الشعب بلا شريحة ولا رصيد ولاهاتف.
الدولة.. الدولة.. الدولة.. لكنس كل هذا الغثاء شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.
4 يونيو 2022