المسكونون بروح العكفي
قبل الثورة السبتمبرية كان المواطن اليمني لا يقرأ الأوراق ولا الرسائل ولا البصائر ولا خطبة الجمعة ، كان لا بُدّ من نصّاب متسَوّل يدعي أنه من أولاد فاطمة يقرأ البصيرة والرسالة والخطبة!
فجأةً انتفض التاريخ وزمجرت دبابة علي عبدالمغني وتفجر فجر أيلول نوراً على أبنائه وناراً على أبناء سُلالة النصب والدجل والسمن والودك ، وحرّر الأحرار شعبهم وأرضهم من رجس سلالة الرجس والشرك والفتنة.
وما هي إلّا سنوات قلائل حتى وصل العكفة إلى مواقع القيادة وبحثوا عن أبناء [ الشرايف ] من جديد ليديروا لهم أعمالهم ومكاتبهم..
إنها روح العكفي لا تفارق جسد صاحبها الذي ولد يوم ولد وذهبت جدته إلى [ السيّد ] ليكتب له [ حجاب ] يوضع على سرته وبعد فترة خلعته أمه وذهبت إلى السيد ليكتب له [ حفظ ] يعلق في رقبته وبعد فترة خلعته خالته وذهبت إلى السيد ليكتب له [ فطومة ] تربط في يده وبعد فترة خلعته عمته وذهبت إلى السيد ليرقم له [ حرز ] يتدلى تحت إبطه وبعد سنين خلعه هو وذهب بنفسه إلى السيّد ليطوي له [ صرف ] يخيط في حزام جنبيته!!
أسالكم بالله هل تريدون من إنسيٍّ مرت على جسده كل هذه الطوابير من رتب الجان والغابين في هذه العقد والحروز والطلاسم ، وتدرجت معه الشياطين في رتبه العسكريّة من المهد إلى رئاسة مجلس النواب أو المنطقة العسكريّة أو هيئة المساحة.. هل تريدون منه أن يحرركم من الخرافة - وهو بدأ حياته بحفظ وختمه بصرف من عند آل البيت الوكلاء الحصريين لأم الصبيان وذويها وأهل تالوقة عمدان وجرف نُقم !!
العُصَارة:
أن هذا النوع من القيادات المحسوبة زوراً وبهتاناً على الجمهورية مسكونون بروح العكفي فهو لا يستغني عن [ سيد ] يقرأ له ، الفارق أن سيّد أمس كان متحفّن يقرأ البصيرة ، اليوم أصبح مدير مكتب يقرأ التقرير، ومحضر الإجتماع، وحسابات الشركات، والعمود الرسمي في صحيفة الثورة..