الجمعة 1 ديسمبر 2023 03:01 صـ 18 جمادى أول 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
سعر الذهب في الدول العربية والعالم بالدولار والعملات المحلية اليوم الجمعة 1/12/2023 سعر صرف الدولار مقابل الريال السعودي والعملات العربية اليوم الجمعة 1/12/2023 النشرة الجوية.. طقس بارد وأمطار في اليمن اليوم الجمعة 1/12/2023 وتحذير لكبار السن والأطفال أسعار الذهب في السعودية اليوم الجمعة 1/12/2023 اعرف سعر السبيكة الآن هل تعمدت قطر إحراج رئيس ألمانيا بسبب دعمه لإسرائيل؟.. شاهد ماذا حدث له في مطار الدوحة ”فيديو” أسعار الذهب في اليمن اليوم الجمعة 1/12/2023 وعيار 24 يسجل هذا الرقم ارتفاع أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة 1/12/2023 وعيار 21 يسجل هذا الرقم أسعار الذهب في قطر اليوم الجمعة 1/12/2023 وعيار 21 يسجل هذا الرقم مسؤول بالشرعية يطلب”من مصر”إعادة النظر بشأن اقامة اليمنيين والغاء الموافقة الأمنية كيف تقرأ معلومات إطار السيارة؟ دلالات خطيرة للأرقام والحروف اعرفها خبير عسكري سعودي: هل سيلجأ الحوثي إلى السعودية لإنقاذه من مغامراته الأخيرة؟.. وتصريح لمحمد علي وفاة هنري كيسنجر الدبلوماسي الأمريكي المثير الجدل الذي غير شؤون العالم

‘‘تورتة’’ عيد الوحدة .. طلبها العليمي وداسها الانتقالي

هروباً من استحقاق التخلي عن مهام السيادة وتسليمها لمؤسسات الدولة، يتجه أصحاب المشاريع المختلفة نحو إثارة الضجيج حول المواضيع التفصيلية الصغيرة لتشتيت الإنتباه وإشغال الناس.

ما كان لقرار تعيين الشاب محمد المقبلي مدير دائرة الشباب في الرئاسة (يعني موظف حكومي بدرجة مدير عام) ما كان له أن يثير كل هذه الجلبة لو لم يكن الهدف الأساسي من هذه الجلبة ومثيلاتها من المواضيع التي تثار بشكل يومي هو الهروب من استحقاق مطلب توحيد التشكيلات العسكرية والأمنية تحت مظلة وزارتي الدفاع والداخلية، وهو بيت القصيد والنقطة التي يمكن من خلالها القول إن المجلس الرئاسي مهيأ للنجاح في مهمته أو أنه ربما يتحول إلى ديكور وغطاء لتمرير أهداف غير معلنة وشرعنة المليشيات المختلفة التي تتحكم في الأرض.

كانت "ترتة" الاحتفاء بذكرى الوحدة التي طلبها مكتب الرئاسة وأسقطها مسلحو الإنتقالي في عدن في الأرض وداسوها بأقدامهم قبل أن تصل بوابة معاشيق مؤشراً على أن الرئيس الجديد صلاحياته لن تصل حتى إلى مستوى قطع ترتة والتقاط صورة تذكارية احتفاءً بذكرى عيد الوحدة إذا بقي أعزلاً وبقيت التشكيلات المسلحة تدار وفق أجندات مختلفة وعبر أشخاص يفترض أنهم أعضاء في المجلس الذي يرأسه.

وجاءت مداهمة مسلحي الإنتقالي لاجتماع المكتب التنفيذي للسلطة المحلية بأرخبيل سقطرى، أمس الثلاثاء، ليؤكد بجلاء أن المجلس الإنتقالي، ومن يرعاه، لم يغيروا موقفهم تجاه الشرعية ولا تجاه القضايا الوطنية الكبرى، وأن ممارساته خلال السنوات السابقة التي أخرجت مؤسسات الدولة من عدن لم تكن بدافع موقف سلبي من عبدربه منصور هادي كشخص وإنما من أي سلطة شرعية تسعى لممارسة صلاحياتها على كامل الأرض اليمنية المحررة.

بعد مرور حوالي خمسين يوماً على تشكيل المجلس الرئاسي لا يزال عيدروس الزبيدي يصر على الدوام في مقر المجلس الإنتقالي ومقابلة المسؤولين وقيادات التشكيلات الأمنية باعتباره رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي لا باعتباره عضو مجلس رئاسة الجمهورية اليمنية.

"السياسة مقابل السيادة" كان يفترض أن تكون هذه هي المقايضة الطبيعية في ذهن الأطراف المحلية والضمناء الإقليميين الذين أشرفوا على تشكيل المجلس الرئاسي أي أن يكون قادة التكوينات المختلفة شركاء في العمل السياسي ويتشاركون المسؤوليات في هياكل ومؤسسات الدولة مقابل التخلي عن ممارسة السلطات السيادية وتسليم أدوات القوة الخشنة لمؤسسات الدولة التي هم شركاء فيها.

يمكن للمجاملات والتكاذب المتبادل أن يطيل عمر المجلس الرئاسي لكنه لا يمكن بتاتاً أن يمكنه من الديمومة والنجاح في مهمته ما لم يكن هناك مصارحة ووضوح بين الأطراف المختلفة وفي مقدمتها بين دول التحالف والأطراف المحلية التي ترعاها حول الهدف والمشروع الذي يتوحد حوله الجميع، لأن وحدة الصف دون وحدة الهدف تتحول إلى شكل من أشكال التمثيل والنفاق وهذا لا يقود إلا إلى الفشل.

بطوباوية وسطحية يرد عليك البعض بما يعتقد أنه جوامع الكلم (الهدف واحد وهو مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية وإنهاء الإنقلاب) إلا أن تلك الإجابة، على جمالها، يمكن لها أن تكون مطلع قصيدة حماسية مثلاً وليس إجابة على سؤال مصيري، إذ لا يمكن القول إنه يمكن مواجهة مليشيا الحوثي أو خوض معركة استعادة الدولة بدولة يقودها ثمانية رؤوس متضاربة ولا بمشاريع ورايات مختلفة فذلك ضرب من الأحلام، فالعربة لن تسير نحو الهدف ما لم يكن القائد واحداً والوجهة واضحة.

****

(لن نرى رجلاً مسلحاً يطيع رجلاً اعزل ولن نرى أعزل سالماً بين مسلحين)

ميكافيللي