المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 05:06 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

ماذا جنت السودان من التطبيع والعلمانية وإلغاء القوانين الإسلامية ؟!


من الطرائف التي تعبر عن الواقع الذي يعيشه السودان اليوم أن اثنين سودانيين لبسو عقالات ورجعو السودان باسم أنهم سعوديين فقام وزير الدولة في الحكومة السودانية على انهم مستثمرين سعوديين ، وهي قصة تكررت أكثر من 90 مرة مؤخرا ولم تكتشفها إلا السفارة السعودية في السودان .!
استقبال رسمي وسجادة حمراء ووجناح فاخر ووجبات دسمة وكله من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين .!

هذا الواقع التعيس في السودان سيقودنا إلى تساؤلات :
ماذا جنى السودان من العلمانية والتطبيع مع الصهاينة ورضا دول الغرب عنه ورفع اسمه من قائمة الإرهاب مقابل التطبيع ؟!

لقد قامت قيادة السودان بتعديل المناهج الدراسية كما يريدها الغرب ، كما ألغت قانون الردة وتجريم شرب الخمر وعقوبة الجلد ، وسمحت للمرأة بالسفر دون محرم ، وألغت تحفيظ القرآن الكريم في مدارس الأطفال فماهي النتيجة وماهي الثمرة ؟!
لقد روجت الأقلام السودانية المأجورة والنخبة الموجهة من السفارات والمنظمات الممولة منها إلى أن السودان قادم بعد الإطاحة بنظام البشير على الرفاهية والتنمية وأن السودان سيغرق في الثراء وسيصبح الجنية السوداني بعشرة دولار أمريكاني وأن الأوربي سيأتون للعمل عند السوداني ويا ليل داني داني ألخ
وزعمت تلك النخبة المأجورة أن ما يعيق السودان عن الانطلاق واللحاق بركب الحضارة هي دروس تحفيظ القرآن وتلك القوانين الإسلامية وعدم تطبيق العلمانية والتطبيع مع الصهاينة وعدم إقصاء الإسلاميين فقام اليساري القادم من الأمم المتحدة على المسلمين عبد الله حمدوك وعصابته بفصل أكثر من 23 ألف موظف بذريعة " إزالة التمكين " واجتثاث الإسلاميين كما صادروا كل أملاك وممتلكات القيادات الإسلامية حتى الحمير في الزرائب وطاردوهم وهجروهم وفجروا بحق كل من يشتبهون بولائه للإسلاميين أو أن لديه غيرة على الدين في حقد أسود دفين لم نكن نتخيل أن يوجد لدى السودانيين .!
ومضت السنوات تلو السنوات وهم يكيلون الوعود ويقدمون البشارات حتى مل الناس وحتى ذهبت السكرة وجاءت الفكرة فبدلا من الرفاهية الموعودة والتنمية التي بشروا بها أغرقوا البلد في الأزمات وجعلوها ظلمات فوق ظلمات ، انهار الاقتصاد وفقدت العملة قيمتها وزادت الاضطرابات والفوضى والانفلات الأمني حتى صار الرجل لا يأمن على نفسه إذا خرج إلى الشارع ليلا وضاق الحال بالناس حتى صار راتب الموظف لا يكفيه ثمن رغيف الخبز الناشف وصار الناس يترحمون على أيام البشير فقد كانوا في رفاهية وسعادة كبيرة مقارنة بالواقع اليوم الذي صار لا يطاق وصار البقاء على قيد الحياة في السودان أصعب من الوصول إلى القمر .!
لم يكن الرئيس المعزول عمر البشير ذلك الحاكم المثالي فقد ارتكب الكثير من الأخطاء وأستمر في الحكم لـ 30 عاما ولكن الأوضاع في عهده كانت أفضل من الواقع اليوم بألفين مرة وفي كل الجوانب والمجالات ، وكان آية في البساطة وغاية في التواضع يشهد بذلك كل من زار السودان ، يقابله الصغير والكبير ويلتقيه الناس في المسجد إذ كان يمشي دون حرس تقريبا سوى جندي أو جنديين وهذا أمر نادر لدى ملوك وحكام العرب في هذا الزمان.

???? دول علمانية متخلفة

للأسف في كل البلاد العربية والإسلامية هناك نخبة مأجورة تزعم بأن إقصاء الشريعة والتطبيع مع الصهاينة وإقصاء كل إسلامي ومحاربة التدين وتجفيف منابعه وتمكين المنظمات وإتباع أجندة السفارات سوف يجلب للبلد الاستثمارات والثروات والرفاهية والتنمية وسيجعل الغرب يرضى عنها ويغدق عليها الخيرات فإذا حدث ما طالبوا به وساء الحال وزادت الأزمات نكصوا على أعقابهم وعادوا يلوكون الأكاذيب ويرمون بالتهم على فلان وعلان كعادتهم مع أنهم يعلمون أن العلمانية ليست هي الحل وأن الإسلام لا يعوق عن التنمية والرفاهية بل يحث عليها وأن العشرات من الدول العلمانية في أفريقيا وأمريكيا الجنوبية وغيرها مثل أنغولا وبنين وبوتسوانا وبوركينا فاسو وبوروندي الكاميرون والرأس الأخضر وتشاد وساحل العاج وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو وإثيوبيا والغابون وغينيا وغينيا بيساو وكينيا وليبيريا ومدغشقر ومالي وناميبيا والنيجر ونيجيريا والسنغال وتنزانيا وأوغندا وجنوب السودان وغيرها في آسيا وأمريكيا الجنوبية وهي دول علمانية متخلفة غارقة في التخلف والأزمات والفوضى والمشاكل فلم تنفعها العلمانية ولم تحقق لها المن والسلوى والتنمية والرفاهية ولكنهم مجرد أدوات وببغاوات ينفذون أجندة الممول ويحققون أهداف أعداء الأمة مقابل حفنة من الدولارات .!
إن النهوض بالأوطان وبناء التنمية والرفاهية يتطلب إدارة وإرادة ، إدارة من كفاءات وطنية مؤهلة ولديها الخبرة والمصداقية وإرادة بإحداث التنمية وترسيخ الأمن والاستقرار من قبل السلطة ، والاستفادة من تجارب الدول في النهوض والتنمية واستغلال الثروات تهيئة بيئة مناسبة للاستثمارات ومحاربة الفساد وتطبيق النظام والقانون على الجميع .. وسلامتكم .