فرصة ثمينة للجيش الألماني من الغزو الروسي لأوكرانيا

بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت ألمانيا دولة بلا سيادة تامة، وليس لها أي حضور قوي كالدول العظمى، ولا تستطيع أن تحدد موقفها من القضايا العالمية والمصيرية بحرية تامة، رغم مرور سبعة عقود ونيف من عمر ما عرف بـ"الطابع التحريمي"، الذي منع برلين بعد 1945م، بناء قوة مسلحة جديدة يمكنها أن تكون حجر عثرة أوروبيا ودوليا.

لم تستطيع ألمانيا أن تحويل جيش بلادها إلى قوة كبرى فاعلة خارجيا وداخليا، بسبب القيود المفروضة عليها، إضافة إلى الرواسب التاريخية التي ارتبطت بسمعة الجيش الألماني، والمخاوف الكبيرة من عودة النازيين، وهو ما جعل برلين محاصرة في ذلك العبء الإيديولوجي السيء.

غزو أوكرانيا، شكّل فرصة ثمينة للألمان لتبديد مخاوف الغرب وطمأنت الأوروبيون والأمريكيون بشكل خاص، من النهضة العسكرية الألمانية، بالإضافة إلى أن الغزو أتاح للجيش الألماني القيام بدوره على الصعيد العالمي، والمشاركة في حفظ الاستقرار والنظام العالمي من خلال دعم (كييف) بالسلاحة لمواجهة الغزو الروسي.