الداعية اليمني الذي تقاسم المسيحيون فضلاته
كان الشيخ عمر أحمد سيف ـ رحمة الله تغشاه ـ رغم صرامته وجديته وصوته الجهوري وقوته في قول كلمة الحق لا يخاف في الله لومة لائم ، إلا أنه في الوقت نفسه كان من العلماء الذين تميزوا بلين الجانب وروعة الأسلوب وحس الفكاهة والطرافة فكان في أحاديثه ومحاضراته يورد الكثير من الطرائف والقصص والنوادر والفكاهات في أسلوب مشوق مثير ، وله طرائف ومواقف تستحق أن تروى .
يقول الشيخ عمر ـ رحمه الله ـ : ( كنت ذات مرة في شبابي أمشي في بعض ضواحي العاصمة الأثيوبية أديس أبابا وإذا بي أشعر بمغص شديد وأسرعت أبحث عن حمام فلم أجد فألتفت فوجدت عمارة كأنها مهجورة فدخلتها بسرعة وأفرغت ما في بطني وخرجت دون أن يراني أحد واكتشفت بعد ذلك أنها كنيسة .!
وضيف الشيخ عمر : وما هي إلا دقائق حتى دقت أجراس الكنيسة وهرع القسس والرهبان من كل مكان وتزاحموا داخل تلك الكنيسة وسمعت الضوضاء والصياح والهرج فدفعني الفضول إلى العودة فرأيت أحد القسس وقد خرج من الكنيسة مزهوا والفرح والسرور يطفح منه ولكن رائحته منتنة جدا فسألته :
ـ ماذا حدث ؟!
فقال بفرح :
ـ العذراء تغوطت
يقول الشيخ عمر :
ـ والله أنهم تقاسموا ...... بالمثاقيل وكادوا يقتتلون عليه أيهم يدهن رأسه من تلك القذارة لينال البركة بعد ان اعتقدوا أن العذراء تغوطت فعلا .!
ويضحك الشيخ عمر ويقول :
ـ ولو علموا أن صاحبكم هو من عمل العملة كيف سيكون موقفهم ؟!
ويعقب على هذا الموقف :
ـ ذلك هو الظلال المبين . والحمد لله على نعمة الإسلام .
• يزوج ابنته على طريقة الصحابة
من المواقف الطريفة التي لا تنسى للشيخ عمر ما رواه لي الدكتور عبد الولي الشميري يقول : ( كنت في مطلع شبابي أعمل مديرا لمعهد النور العلمي في الحديدة وأرافق الشيخ عمر أحمد سيف ـ رحمة الله تغشاه ـ أثناء خروجه وأقود له السيارة فهو شيخي وأستاذي ولي معه مواقف وذكريات ومن المواقف التي لا تنسى أنه فاجأني بقوله :
ـ لماذا أنت أعزب هنا أين أهلك ؟
فقلت :
ـ زوجتي في البلاد ولم تتأقلم مع جو الحديدة وأنا أذهب إليهم بين الحين والآخر
فرد الشيخ عمر :
ـ المتزوج بواحدة يحيض إذا حاضت معها وينفس إذا نفست ولكن المتزوج بأكثر من واحدة كل يوم عريس
ثم أضاف :
ـ الليلة بعد التراويح أزوجك بابنتي فلانة و( كنا في رمضان ) .
يقول الشميري :
ـ فأسقط في يدي ووقعت في ورطة ولم أدر ما أفعل وحاولت أن أخبره أنني لا أريد الزواج ولابد أن استأذن الوالد والوالدة فقال :
ـ أنت رجل حر نفسك ولست بطفل ، سأزوجك اليوم ابنتي وهذا أخر قرار .
ويضيف الشميري :
ـ لم أكن أريد الزواج ولم أدر ماذا أفعل ، أوصلت الشيخ عمر بالسيارة إلى منزله وعدت إلى سكني وبقيت فيه ولم أجرؤ على الذهاب إليه لا وقت الفطور ولا وقت العشاء ولا خرجت لصلاة التراويح حتى لا يسحبني من يدي ويزوجني ، ثم ذهبت للشيخ علي صغير شامي ( من وجهاء الحديدة ) وأخبرته بما حدث لي مع الشيخ عمر وطلبت منه أن يخلصني من هذه الورطة .
فطلب الشيخ شامي مني اسم البنت وأخذ نجله معه وذهب إلى منزل الشيخ عمر وفور وصوله إلى باب المجلس قال :
ـ يا شيخ عمر جئتك خاطبا ابنتك فلانة لأبني فلان .
فقال الشيخ عمر :
ـ ابنتي فلانة سأزجها لعبد الولي الشميري وقد وعدته بذلك .
فرد عليه الشيخ شامي :
ـ الشميري قد أذن لنا
فصاح الشيخ عمر :
ـ هرب الجبان .!
وأضاف :
ـ اذهبوا إلى الشميري وأطلبوا حضوره ليشهد على العقد
يقول الشميري : فزال همي وأزيح من فوق كاهلي حمل ثقيل وذهبت إلى الشيخ عمر وأنا في غاية الخجل وشهدت على العقد وبعد العقد سلم الشيخ عمر للعريس مبلغ 500 ريال وقال له :
ـ أذهب واشتري لعروستك فستان ، تعرف البنات يعجبهن الفساتين المزركشة
وذهب الشاب واشترى الفستان ورجع فأخرج الشيخ عمر علبة عطر من خزانته ووضعها بجوار الفستان ونادى على البنت :
ـ يا فلانة أذهبي بعد زوجك الله يبارك لك ويسعدك
يقول الشميري :
ـ فصدم كل من في المجس وذهلوا ، وسمعنا صياح النساء بالداخل وقلن : ( نفعل لها عرس غدا على الأقل ) فرد عليهن :
ـ في بيتهم يفعلوا غدا عرس ونحن سنذهب نتعشى ونسمر
ولما تأخرت الفتاة أخذ عصاه وصاح بها فحملت حقيبتها وخرجت تمشى بعد الشاب ونحن لا نكاد نصدق ما حدث .!
* يمازح الشيخ الزنداني
ومن الطرائف التي لا أنساها أننا كنا في منزل الشيخ عبد المجيد الزنداني وكان الشيخ عمر حاضرا وكان مريضا ووجهه أصفر من المرض والهزال قد بدا عليه وكان هذا قبل وفاته بأشهر عليه رحمة الله فقال الشيخ عمر مازحا :
ـ يا شباب اشهدوا على الشيخ عبد المجيد يشتي يزوجني بابنته وانا مش حق زواجه .!
فأحرج الشيخ الزنداني ولكنه أجاب :
ـ يا شيخ عمر أنت راضي بشهادتهم ؟
وتوجه إلينا الشيخ الزنداني وقال :
ـ قولوا بصراحة هل زواجه الآن يضره ؟
فقلنا : بصراحة يضره لأن الشيخ عمر مريض .
قال : تعصبتم مع شيخكم كنا نشتي نحرجه يزوجنا ولكنه فلت منها وضحك وضحكنا جميعا .رحمه الله .
• موقف في السعودية
وحدثني عنه أحد الأخوة يقول : كنا في السعودية ورأيت الشيخ عمر في طريقه إلى أحد المساجد فرأى مجموعة من الشباب فسألهم إلى أين أنتم ذاهبون؟
قالوا: لمشاهدة مباراة بين النصر والهلال ؟
فصاح الشيخ : تتركون الصلوات وتذهبون لمشاهدة من يلعبون الطبة وصاح بهم :
ـ تعالوا إلى الصلاة فاستمع له الشباب وذهبوا للصلاة ؟!
فقال الشيخ بصوت جهوري:
ـ هؤلاء الشباب بحاجة إلى ميدان حقيقي وتوجيه صحيح .
وجعل يصيح بصوته الجهوري :
ـ يا حكومة السعودية اتقوا الله في الشباب ، ستسألون عنهم أمام الله .
فقلنا: يا شيخ أنت في السعودية ولست في اليمن.!
فنظر إلينا بدهشة وقال:
ــ ماذا سيفعلون بي ؟
سيقطعون رأسي أو سيحبسونني .!
وللشيخ عمر أحمد سيف قصص ومواقف كثيرة تدل على صدقه واخلاصه وطيبة قلبه وبعضها سمعتها منه مباشرة في لقاءات ومحاضرات وهي كثيرة ، وقد كتبت عنه في وقت سابق ورويت جوانب من سيرته وجهوده العلمية والدعوية ـ رحمة الله تغشاه..
