السبت 2 ديسمبر 2023 07:30 صـ 19 جمادى أول 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
أين خبأت حماس الأسرى الاسرائيليين؟.. لواء مصري يفجر مفاجأة بشأن المكان الذي لا يخطر على بال! تقرير فريق الخبراء: القيادي الحوثي ”المرتضى” مارس صنوفا من التعذيب بحق المختطفين بينها ضرب الأعضاء التناسلية لواء عسكري كبير في الجيش المصري يشيد باختطاف الحوثيين للسفينة ويكشف عن ”كنز” حصلت عليه حماس! أوامر إيرانية للحوثيين بالقبول بخارطة الطريق السعودية وإنهاء حرب اليمن كأول مسؤول يمني كبير.. بن دغر يزور وفد حضرموت الوطني بعد إعلان هيئة الرئاسة ارتفاع الشهداء إلى 178 في غزة وإيران تتوعد: سنسحق إسرائيل.. وملك الأردن: لن نقف متكوفي الأيدي عيدروس الزبيدي يثير ضجة واسعة بما فعله جوار الرئيس العليمي خلال قمة المناخ في الإمارات ”شاهد” صحيفة اسرائيلية تنشر روايتين حول أسباب الانفجارات التي هزت مستودع الأسلحة في فج عطان بصنعاء نائب السفير الأمريكي السابق: هجمات الحوثيين نحو إسرائيل رمزية ولا تستدعي الرد العسكري أمريكا تؤكد ”الهجوم”.. أول تعليق للبنتاغون بشأن الانفجارات التي هزت فج عطان بصنعاء (فأغشيناهم فهم لا يبصرون).. مقتل إسرائيلي على يد جيش الاحتلال في القدس ما السبب؟ وثائق سرية تكشف خطة «حماس» لهجوم «طوفان الأقصى» على إسرائيل منذ سنة

لماذا يصر معين عبد الملك على تسليم المنظمات الدولية للحوثيين ؟

د.عادل الشجاع
د.عادل الشجاع

إصرار عجيب من قبل معين عبد الملك على الدفع بالمنظمات الدولية للعمل مع الحوثيين ، برغم التناولات الإعلامية ورسائل رئيس مجلس النواب له ومطالبته بتشكيل لجنة تقصي لمتابعة ضياع أكثر من نصف مليار دولار من قبل مشروع المنح الطارئة ، إلا أن كل ذلك لا يعني معين عبد الملك وكأنه رئيس وزراء مليشيات الحوثي وليس رئيس وزراء الشرعية .

بالأمس شكل لجنة لإعداد موازنة الدولة ، وكما نعلم هناك بند يسمى بند المنح الخارجية ، وميزانية البرنامج الغذائي لوحده تقدر باثنين مليار دولار ، فكيف ستستوعب حكومة معين هذه الميزانية وليس لديها خطة إستيعابية ، ولا توجد مقرات للمنظمات الدولية وجميعها تعمل من خارج اليمن أو من صنعاء ، وقد أشار وزير الشئون الاجتماعية الزعوري إلى أن إستمرار عمل المنظمات الأممية والدولية من صنعاء يقدم خدمة مجانية للمليشيات الحوثية لاستثمار برامج الإغاثة الإنسانية لخدمة المجهود الحربي ، ويشجعها على ارتكاب المزيد من الانتهاكات ونهب المساعدات .

رئيس الوزراء غارق في الفساد الذي تمارسه هذه المنظمات ومساهم فيه ، لذلك يدفع بالمنظمات للعمل تحت سيطرة الحوثي بهدف المقايضة وغسل الفساد بأيدي الحوثيين لكي يكون بمنأى عن المساءلة وهو بذلك يساهم بأسوأ كارثة إنسانية في حق الشعب اليمني .

لقد سلم معين عبد الملك مشروع المنح الطارئة للحوثيين بجرة قلم ، لكن ثمن ذلك التوقيع ملايين الدولارات ، وهو بذلك يكون قد منح الحوثي قوة اقتصادية وعسكرية ومكن الحوثي من ورقة ضغط يمارسها على المناطق التي يسيطر عليها وبالتالي زيادة قدرته على استئناف المعارك لاستعادة السيطرة على الأرض غير الخاضعة لسيطرته .

كل ما يقوم به معين عبد الملك يؤكد أنه وفر الإطار السياسي والقانوني الذي يسمح للحوثي بتحويل المساعدات لتمويل العمليات العسكرية والاستفادة من المساعدات لمعاقبة السكان المدنيين الذين تعتبرهم مليشيا الحوثي معارضين لها ، ومكافأة الذين تعتبرهم موالين لها أو يمكنهم خدمة مصالحها .

إذا كان الهدف من العقوبات على الحوثي هو حرمانه من الموارد اللازمة لارتكاب أعمال عنف ضد المدنيين وكان الهدف من المساعدات الإنسانية هو الوصول إلى المحتاجين ، فما يقوم به رئيس الوزراء يتعارض تماما مع هذين الهدفين .

صحيح أن الأمم المتحدة في اليمن لا تسترشد بالمبادئ الإنسانية ولا بالشفافية ولا الكفاءة ، لكننا في الأخير لا نستطيع أن نحمل الأمم المتحدة الجرم ، بل تتحمله الحكومة اليمنية ومن ورائها تحالف دعم الشرعية ، فبالرغم من مطالبة وزير الشئون الاجتماعية والعمل عودة المنظمات إلى العاصمة المؤقتة عدن ، إلا أنه ذهب إلى إحياء اللجنة الاستشارية العليا وقبل أن يكون مجرد رئيس فخري لها بدلا من المطالبة بنقل أعمال مشروع المنح الطارئة إلى عدن ، هناك تخبط وعدم إدراك للمسؤلية لدى مسؤلي الشرعية .

يصر معين عبد الملك على إعطاء الأولوية للتعاون مع الانقلابيين مهما كان الثمن وبذلك يمنحهم إدارة توزيع مليارات الدولارات من المساعدات الدولية ويشارك في قتل الآلاف من المدنيين بسبب التجويع الذي تمارسه مليشيا الحوثي وبسبب استخدامها المساعدات في التجنيد وفي شراء الآلة العسكرية .

إننا ندعو المنظمات المحلية والنشطاء اليمنيين أن يطالبوا بتشكيل لجنة تقص للتدقيق في سلوك الأمم المتحدة وأدائها في اليمن وتقديم رئيس الوزراء للمحاكمة ، فما يمارسه يعد خيانة عظمى للمسؤلية التي تحملها ، تقدم الحكومات استقالتها بسبب خروج قطار عن القضبان الحديدي أو بسبب انهيار مبنى ، فما بالنا ورئيس الحكومة في اليمن يحول كل المساعدات لصالح الحوثيين ليقتلوا بها اليمنيين بسيف الجوع أو بالآلة العسكرية.