إنهم يدمرون اليمن
نحن مع خصم لا يراعي فينا إلاً ولا ذِمةً ولا يتردد في تدميرنا وتدمير كل شيء في بلادنا ، لا يفهم في سياسة فن الممكن ، ولا القضايا المشتركة ولا الشراكة في وطن ، وضع نصب عينيه ان يكون سيدا مطلقا على البلاد واهلها ، وجعل من هدفه هذا حقا مطلقا وحقيقة تدعمها السماء لا يجوز نقضها او التنازل عن جزء منها ومن ينازعه ذلك فقد كفر واصبح حلال الدم مستباح المال.
منذ سبع سنوات وهو يدمر كل شيء في مجتمعنا من بنية تحية ونسيج اجتماعي وتربية عقدية وقتل جماعي وانتهاك للاعراض.
عندما يتحدث عن السلام هو بذلك يعني الطاعة المطلقة والاستسلام له ولسلالته دون اعتراض او مطالبة بحقوق.
استعدى اليمنيين وقصف المدن وحاصرها واستخدم كل مالديه من سلاح ممكن للقصف العشوائي دون خوف من الله او وازع من ضمير.
اللغة الوحيدة التي يفهمها هي لغة القوة ، واذا اضطر للحوار فهو انما يتخذ من ذلك الحوار محطة لاستعادة الانفاس واعادة ترتيب قدراته ليعاود الحرب والقتل والتدمير ، لا يوفي بوعد ولا يلتزم بعهد ولا يحترم اتفاق.
صاغ اتفاق السلم والشراكة بنفسه ونقضه قبل ان يجف حبر التوقيع عليه ، تحالف مع المؤتمر وغدر به وقتل زعيمه والكثير من قادته ولا زال البعض في سجونه حتى الآن ، وقع على اتفاع استوكهولم بعد ان كان على وشك الغرق ولَم يلتزم بحرف مما تم الاتفاق عليه.
تنكر للمشايخ الذين ساعدوه على سقوط صنعاء بيده واعتبر ذلك واجبا عليهم ، قَتَل بعضهم واهان البعض الاخر ويستخدم مع الجميع اسلوب الإذلال والاحبار على تنفيذ مخططاته واجبارهم على تحشيد ابنائهم وابناء قبائلهم لمحارقه في الجبهات ومن لا يفعل منهم او يحاول السؤال والتوقف عن حشد ابناء قبيلته فقد خان واصبح بنظره مع العدوان ويكون حكم على نفسه بالعقاب الذي قد يصل إلى درجة الاعدام ومصادرة الاموال.
استعدى دول الاقليم وتسبب بدمار كل المنشئآت اليمنية بسبب عدوانه على هذه الدول تنفيذا لمخطط سيده الفارسي ، واذا ارتكبت ايران جريمة بحق اي دولة يبادر للاعلان عن تبنيه لهذه الجريمة ليكون المبرر المنطقي وردة الفعل على صنعاء لا على طهران ، لأن حرصه على طهران اشد من حرصه على صنعاء.
هذا هو الحوثي ومليشياته لا ينفع معه حوار ولا تنازلات لانه لا يُؤْمِن بالشراكة ولا بالعمل المؤسسي والمواطنة المتساوية ، لديه دين لا يتسع الا له ولسلالته ، فمن آمن به وبحقه المطلق وانه وما يملك ملك له فهو المؤمن ومن لا يُؤْمِن بذلك فقد كفر ويستحق لعناته وقتله او طرده من وطنه والتنكيل بأسرته ومصادرة املاكه.
سلوك لا يستقيم ومنطق لا يقبله حرٌ ابيٌ مهما كان الثمن ، ولهذا فالأمر يتطلب صحوة عامة من الجميع بمن فيهم القبائل التي خضعت له ودارت بفلكه ، بل انه يتطلب من الاخوة الهاشميين الذين يعارضون فكره ومنطقه ان ترتفع اصواتهم وتفعل مواقفهم ويكونوا في مقدمة المناوئين له والمتصادمين مع سياسته التدميرية حتى لا يحسب فعله عليهم لأن سلوكه فتنة وكارثة على ابناء سلالته قبل غيرهم ، وهو الى زوال ، ومخاطر الانتقام لا يضمنها احد ان استمر الصمت ، رغم عدم ايماننا بالانتقام.
قد نجد مبررا للحوثي وسلالته في انحراف فكره وغرور منطقه وفضاعة جرائمه على امل ان يحكموا ويتحكموا بشعب بحجم اليمن رغم استحالة ذالك ، إلا ان الغرابة كل الغرابة ان يقف معهم رجال كنّا نعدهم كنّا نعدم اقيال ومثقفين ومشايخ احرارً وكنّا نعتبرهم قد بلغوا من الرقي والايمان بحقوقهم وحقوق الشعب اليمني مبلغا لا يمكن النكوص عنه او النازل عن سمو تلك المباديء التي كانوا يتشدقون بها.
ومع ذلك معظم ابناء الشعب اليمني بمختلف اطيافه رفض هذا الفكر السرطاني المسموم وقاومه ولازال ، وقدم التصحيات تلو التصحيات واعطى رسائل واضحة ومواقف عظيمة انه لا يمكن لهذه الحركة ان تسود ومستحيل ان تتحكم بإرادة شعب ابي مارد شرس.
بقي ان تتوحد المواقف وترص الصفوف ، ويعود الذين غرر بهم هذا المشروع الى رشدهم ويصطفوا مع اخوانهم من أجل كرامتهم التي اهدرها ومواطنتهم التي انتقصها وعقدتهم التي يحاول الانحراف بها.
عمقنا الاستراتيجي اسقاؤنا في الجزيرة والخليج وخاصة المملكة العربية السعودية ، ما يصيبنا يصيبهم وما يصيبهم يصيبنا ، وعلى الجميع ادراك ان مشروع الحوثي هو بالاصل مشروع فارسي يستهدف العروبة والاسلام وفِي المقدمة عينه على الحرمين الشريفين حماهما الله من حقده وحقداسياده الفُرس.
النصر قادم بإذن الله وشعب اليمن عبر تاريخه يرفض الضيم من اي جهة كانت ويأبى الا ان يكون سيدا على ارضه وطنه ، وقد يضعف في لحظات تاريخية لكنه سرعان ما ينهض ويعود اقوى مما كان.