الصوت الصادق والقلم الأمين وحامل البندقية

في كل ثورة أو حدث فاصل أو تغيير جذري في أي بلاد يرافقها كوكبة من النخب، والكتاب والشعراء والصاحفيين والمدونين، ليس لإثبات اهمية القضية فحسب وإنما ترسيخ أهميتها ودورها المحوري للأجيال
لتصبح تلك الأحداث بعد انتصارها أعياد وامجاد وذكرى تاريخية، وتتمكن البلاد وأهلها من عدم السقوط مرة أخرى، وتبقى راسخة في ذاكرة الأجيال،
في اليمن قامت ثورات وانتفاضات وتغيرات لكنها لم تضخ بما يليق بها وأهلها، قد يكون لها مرافقين من شعراء وكتاب لكن لم تتناول في الماضي والحاضر بما يليق بها وتترسخ في أذهان الجميع،
ولو كان هناك ترسيخ لكل حدث فاصل لما تكررت أحداث اليوم والسطو على البلاد من قبل أيادي سيئة نشأت على القتل والهدم، لو أن ثورة 26 سبتمبر تطبعت في أذهان الأجيال وحفظها اليمنيون عن ظهر قلب، لما نزفت اليمن وأبنائها كل هذا، وما سقطت في مستنقع الكهنوت وأفكارة، وما دفع المقاتلين أرواحهم من أجل شخص مطربل في كهف مران ولا طيرمات صنعاء،
لايمكن الحصول على إنتصار متاكمل دون أصوات صادقة وترسيخ كل حدث بصدق وشفافية ومهنية وضمير حي، ولا يمكن هزيمة العدو بالأصوات فقط فهي متقارنة مع المقاتلين ومتناسجة مع بعضها،
الصوت اليمني الصادق والقلم الأمين خلف البحور، لايقل أهمية عن المقاتل حامل البندقية والموت معا في المترس في الداخل.