لمن يبحث عن الراحة: خذ هذه النصيحة الذهبية
من يريد الانشراح في الصدر والطمأنينة في القلب والقوة في الذاكرة والقدرة على الاستنباط والفهم والصفاء في الذهن فليقرأ القرآن بتدبر وتأمل ، وحينها سيجد سعادة تفوق الوصف كأن شلالا من السعادة ينداح على قلبه فيروي ظمأ القلب إلى الطمأنينة والسعادة ، وسيجد نفسه يسمو ويحلق في أفق من الشفافية والنورانية ..
الإغراق في متابعة ما ينشر في مواقع التواصل ، ومتابعة الأخبار والمماحكات والمكايدات تجلب للقلب القسوة والوحشة ، لكن قراءة القرآن تمثل ما يشبه عملية غسيل وتنقية للقلب والوجدان من شوائب الدنيا وما فيها من وحشة وظلمة وقسوة ..
قراءة القرآن تعيد للقلب براءته وطهارته ونقاءه ، كما أنها تقوي ملكة الاستنباط والفهم ، وتفتح للمرء فتوحات كثيرة فتتكشف له المعاني وتنزاح أمام ناظرية غشاوة كانت تحجب عيني قلبه عن رؤية معاني مدهشة ورائعة ..
هذا القرآن شفاء للقلوب التي في الصدور ، والتي صارت موحشة وقاحلة بسبب الإغراق في الدنيا بما فيها من صراع ومماحكات ومواجع وسفاسف ، ولذا فإن القراءة بتأمل وتدبر وخشوع وحضور القلب هي بمثابة غيث يسقي أرض القلب فتنبت السعادة والطمأنينة وراحة البال ، ستزول كل أحزانك وتنتهي مخاوفك وستذهب كل الوساوس والهواجس وستشعر أنك إنسان جديد ..
سمعته الجن فأسلمت ومضت تدعو إلى الله وسمعه الوليد ابن المغيرة وهو مشرك فسلب لبه وملك قلبه واندهش من حلاوته وبلاغته واستولى كلام الله على ذهنه ووجدانه فقام يحاجج قومه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن سمعه يتلو القرآن ويقول : ( ما هو بكاهن، لقد رأيت الكُهَّان، فما هو بِزَمزَمةِ الكاهن وسَجعه ؛ فقالوا :
- نقول مجنون، فقال:
- ما هو المجنون، لقد رأينا الجُنون وعرفناه، فما هو تَخنُّقهُ ولا تَخالُجهُ ولا وسوَستهُ، فقالوا: - نقول شاعر ، فقال:
- ما هو بشاعر ، قد عرفنا الشِّعر بِرَجزِهِ وقَريضهِ، ومَقبوضهِ ومَبسوطهِ، فما هو بالشعر، قالو : - فنقول ساحر ، قال: ما هو بساحر ، قد رأينا السَّحرةَ وسِحرهم، ما هو بِنَفثهِ ولا عُقَدهِ، قالوا: فما نقول يا أبا عبد شمس؟ قال: ( والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً؛ ما هو من كلام الأنس ولا من كلام الجن؛ والله إنَّ له لحلاوة، وإنَّ عليه لطلاوة، وإنَّ أعلاه لَمُثمِر، وإنَّ أسفَلهُ لَمُغدِق، وإنّه يعلو ولا يُعلى عليه) .
اللهم حبب إلينا قراءة القرآن وأجعل قلوبنا رياض وحدائق ذات بهجة بقراءة كتابك وتدبره وفهم معانيه .