شخصيةَ اليمن وعبقريتها الخاصة
"البردّوني" كانَ الناسُ وطنَه ، وسُباتُهم أرَقَه ، وكانت آمالُهم حزبَه ، وأحلامُهم قضيَّتَه ، وأنّاتُهم جُرحَه.
برعشةِ كفّـيهِ أرعش دهوراً ، وأجفَلَتْ جبالُ نسيانٍ ، وتململتْ رقدةُ أزمان.
ببصيرتِه أضاءتْ بلادٌ ، وبأحزانِ جفنَيهِ أشرقتْ وِهادٌ ، وبضوءِ أصابِعهِ أسرجَ شعبٌ عزمَه ، وفتَّقَ جيلٌ حُلْمَه ، وشقَّ فجرٌ دربَه.
كانَ خُلاصةَ بلَد ، آهةَ عصور ، عبقريَّةَ مكان ، وردةَ قِفارٍِ وزهرةَ يباس ،
كان ندَى صخور جبالنا ، وصبْرَ وديانِنا للمطر .. كان البردّوني شخصيةَ اليمن وعبقريتها الخاصة التي تُفاجئ ، وتُدهِش ، تزمّنُ الزمنَ ، وتؤقّتُ الوقت.