المشهد اليمني
الجمعة 4 أكتوبر 2024 05:06 صـ 1 ربيع آخر 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
عمل بسيط يوم الجمعة يجلب نوراً لوجهك يوم القيامة..تعرف عليه بهدف صاروخي.. صلاح يتخطى دروغبا ويصبح الهداف التاريخي لأفريقيا في دوري الأبطال صحفي يفجر قنبلة: قيادات حوثية تحول إب إلى ساحة للنهب والابتزاز السلطات الكويتية تسحب جنسية 133 شخصاً بينهم متهم إرهابي هارب في إيران صاعقتان تنهيان حياة شابين في لحج.. موسم الأمطار يستمر في حصد الأرواح افتتاح مبنى قيادة الطوارئ والدعم الأمني في عدن بدعم إماراتي قيادي بالانتقالي الجنوبي يهاجم القات: ”مخدر مُشرعن” يزيد من معاناة اليمنيين ناشط يمني : ”تصرفات الحوثيين الحمقاء تصنع لهم الأعداء بسرعة” قيادي حوثي يتحدث عن انتصارات المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي سبتمبر يشهد رابع أعلى معدل لقتلى لمليشيات الحوثي منذ بداية 2024 عاجل: استهداف ”هاشم صفي الدين” زعيم حزب الله الجديد خلفا لنصر الله بغارات اسرائيلية غير مسبوقة بالضاحية خبراء رقميون يشيدون بقرار الحكومة اليمنية بمنع زواج اليمنيات من العمانيين وحماية الفتيات من الابتزاز

مواقع التواصل الإجتماعي ودورها في تحريك الركود السياسي والإجتماعي في الجوف

مواقع التواصل الاجتماعي
مواقع التواصل الاجتماعي
الجوف

رغم تذيلها قائمة المحافظات اليمنية على مستوى الخدمات الأساسية فيها، ورفاهية العيش، إلأ أنها سبقت كثير من المحافظات لتقبل تقنيات التواصل الإجتماعي, وتداولها وانتشارها بشكل كبير.

شهدت الجوف فتح أول حساب في مواقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) عام ٢٠٠٩م، الوقت الذي كان فيه الموقع لايزال محتكر على قلة من النخب الثقافية اليمنية.

هذا الأمر إن كان عاديا في محافظات اقتحمت الحضارة مبكرٱ, فإنه يعد أمراً كبيراً ومهماً في محافظة الجوف التي بقيت أشبه ببادية كبيرة تفتقر لكل المقومات الحضارية.

ببروز مواقع التواصل الاجتماعي وظهورها في محافظة الجوف, كانت المحافظة على موعد مع إندلاع أول حرب بين قضيتين, بعد أن كانت الحروب عبارة عن صراع قبلي وقضايا ثأر  حيث استخدم مجموعة من شباب المحافظة (فيسبوك) لنقل الحرب الأولى في المحافظة بين القبائل والحوثيين (2012م).

أخرجت هذه الأحداث مطلع العقد الحالي كوكبة من الناشطين الذين أصبحوا هم وجه الجوف الإعلامي.

يأتي موقع الفيسبوك على قائمة مواقع السوشال ميديا المستخدمة في الجوف، بنسبة  90% يليه التويتر فالأنستغرام وهذة الأخيرة أكثر شهرة لدى المغتربين من أبناء الجوف بعكس الفيسبوك الذي يعتبر النافذة الوحيدة لعموم أبناء الجوف.

ولأهميته وسرعة إنتشاره أصبح الفيسبوك وما يتم تداوله فيه من أبرز المواضيع التي تطغى على المجالس والمقايل بالمحافظة الأمر الذي جعل ثلة من نخبة شباب المحافظة تحوز على النجومية من حيث النشاط وعدد المتابعين ومنهم علي العنثري ، وسلطان الروساء، وعبدالهادي العصار وسعيد العصار ومحمد عياش وبتران الدهمي ، وناشطة وحيدة هي (سلسبيل علي سيف).
 
 الناشط والصحفي علي العنثري الذي بدأ في نشاطه على موقع الفيسبوك منذ بدايات 2011م ويمتلك ما يقارب 8000 متابع وأصبح من أبرز الناشطين في محافظة الجوف, إذ أصبحت صفحته على الفيسبوك مصدرآ موثوقآ تنهل منه المواقع الإخبارية والصحف مستجدات الأحداث في محافظة الجوف, منذ البدايات الأولى للحرب في نهايات عام 2012م..

وفي تصريح خاص لـ"المشاهد " سرد العنثري أبرز إيجابيات مواقع التواصل الإجتماعي بالجوف, قائلا" الفيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعي الأخرى أحدثت تأثيرات وتغييرات إيجابية في المحافظة، فقد أسهمت في توحيد  رؤى وتطلعات شباب الجوف, وأخرجتهم من الأطر الضيقة التي اعتادوا التقوقع فيها" مشيرا الى التعصب القبلي والعشائري الذي كان يميز شباب محافظة الجوف قبل ظهور وسائل التواصل الإجتماعي.

 ويضيف العنثري، المعين مستشارآ لمحافظ الجوف لشؤون الشباب منذ 2017م   "الفيسبوك نقل صورة نمطية إيجابية عن محافظة الجوف, كما شجع شبابها  على التحرر من إرث الماضي القديم المثقل بالتخلف والجهل والعصبية, ودفعهم للإيمان بقضية تحرير الجمهورية والوطن الكبير"

في إحصائية لمؤسسة صدى الجوف الإعلامية فإن عدد مستخدمي الفيسبوك في محافظة الجوف تجاوز 50,000 مستخدم , وذلك يشكل نسبة 10% من إجمالي سكان المحافظة

كما أظهرت دراسة مسحية قام بها معد التقرير على مدى أكثر من ستة أشهر , أن الإهتمامات السياسية طغت على المحتوى الذي ينشره أكثر المستخدمين في المحافظة, بنسبة 80%.

الإهتمامات السياسية على النطاق العالمي والعربي أتت في ذيل الإهتمامات السياسية بنسبة 5%, بينما الإهتمامات السياسية على الإطار الوطني, حازت على 30%, أما الإهتمامات السياسية على مستوى المحافظة بشقيها المدني والعسكري فقد حازت على 45% من إجمالي إهتمامات الناشطين في المحافظة, وهو مايثبت المستوى المتقدم من الوعي السياسي والشعور بالمسؤولية لدى شباب المحافظة.

أما بقية الإهتمامات فقد توزعت بين المنشورات الإعتيادية ذات الطابع الوجداني, والحكمة والمنشورات الدعوية والثقافية والعلمية والقصائد الشعبية.

الناشط الصحفي والإجتماعي سلطان الروساء, الذي يعد أحد أبرز الناشطين في المحافظة, برر الإهتمام السياسي الكبير من لدن ناشطي المحافظة, بطبيعة المرحلة التي تشهد حرب وجود بين القوات الحكومية والحوثيين.

يقول الروساء لـ " المشاهد" إن مواقع السوشال ميديا في الجوف جعلت كل شاب في المحافظة يدرك أنه مسؤول عن محافظته ويتوجب عليه الإهتمام بقضاياها، فأصبح شباب وشابات الجوف يسارعون لنقل ٱمال وآلام مجتمعهم.

كما أوضح " الروساء " أنه من المثير للبهجة أن ترى شباب الجوف يولون جل إهتمامهم بالقضايا السياسية والأحداث المهمة على المستوى الوطني والعربي بل والدولي, إن ذلك يعني أن محافظة الجوف كسرت العزلة الثقافية التي بقيت مهيمنة عليها طيلة العقود الماضية.

ويضيف " مواقع السوشال ميديا احدثت تأثير إيجابي وسط المجتمع الجوفي، وابدت نوع من الرقي في التعامل من قبل شباب المحافظة،ومرونة في طرح الآراء وتقبل الرأي والرأي الآخر. ومنحتهم الحرية في التعبير عن أرائهم حيال القضايا المهمة، كما أن الغالبية العظمى  من الشباب الجوفي يعتبرون مواقع التواصل وسيلة لمتابعة مستجدات الأحداث والأخبار في المنطقة ويتفاعلون معها.

مواقع التواصل الإجتماعي والإصلاحات:-
ورغم ذلك الإهتمام ولا سيما الإهتمامات بالقضايا المحلية, فيبقى السؤال هل تلقى إهتمامات ناشطين الجوف إذن صاغية من الجهات المعنية, على مستوى المحافظة واليمن .

في هذا الصدد يؤكد "عبدالهادي العصار " - مدير مكتب حقوق الإنسان بالمحافظة وأحد الناشطين الأوائل فيها -إن  مواقع التواصل الإجتماعي لا سيما الفيسبوك الدور الكبير في إحداث التغييرات والإصلاحات بالمحافظة.

ويضيف في حديثه لـ " المشاهد" لقد اصبحت محافظة الجوف اليوم  تتميز بمستوى من الوعي والروح الشبابية التواقة الى الحرية والبناء والتنمية والعلم والمعرفة.
 
وعلى مستوى حقوق الإنسان، يقول العصار "لقد احدثت وسائل التواصل الاجتماعي نقلة نوعية وتقدم في مسار حقوق الإنسان، واصبح المواطن الجوفي اكثر دراية ومعرفة بما له من حقوق وماعليه من واجبات"

ويذكر " العصار " لم تعد الجوف غارقة في اوحال تلك  العزلة التي فرضتها عليها الأنظمة السابقة ،كما لم تعد الجوف تدار  كالسابق من خلف الكواليس والغرف المغلقة .اصبحت الجوف تتحرك وتتقدم تحت  قيادة  ابنائها.

الجانب النسوي ومواقع التواصل الإجتماعي ..
رغم أن جانب الوعي المجتمعي في محافظة الجوف حقق تطورا ملحوظا في كافة المستويات إلا أن مواقع التواصل الإجتماعي لا سيما الفيسبوك لا زالت محكومة بالتوابيت المجتمعية، لذا يمكن القول أنها محصورة على الشباب حصراً شبه تام، فلم نجد ثمة ناشطة إجتماعية في الجوف لها حضور في مواقع التواصل الإجتماعي بإستثناء الناشطة الإجتماعية والكاتبة سلسبيل علي سيف.

في حديث مع " المشاهد " أكدت " سلسبيل " أنه لابد للجميع من أبناء المحافظة، أن يترك بصمة في صناعة الوعي فيها عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، والأمر ليس محصورا على الشباب فقط بل على شابات الجوف أن يساهمن في صنع هذا الوعي.

وأضافت " لقد أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي اليوم بوابة للحياة وشيء أساسي لا بد للجميع أن يؤمن به ليس كعالم افتراضي بل كواقع نعبر فيه عن آرانا وأفكارنا ونتبادل المعرفة والثقافات بما يحقق زيادة المعرفة وبالتالي الوعي الذي يعد اللبنة الأولى لتطور المجتمعات"

وعن السبب الذي يمنع بروز ناشطات من المحافظة، ذكرت سلسبيل "بينما العالم أصبح قرية صغيرة جدا، مازالت فتيات الجوف بعيدات عن هذا العالم متدثرات في عباءة الخوف والصمت " مشيرة الى الثقافة المجتمعية التي تمنع على المرأة الظهور في مواقع التواصل الإجتماعي وغيرها من وسائل الإعلام.

وواصلت متحدثة عن تجربتها في النشاط المجتمعي"أمنت بقضيتي وبضرورة تواجدي على السوشال ميديا والتي من خلالها استطعت أن اعكس الصورة المظلمة في مخيلة الجميع عن محافظتي ، وأثبت أن تواجدي في هذا العالم لتأثير والظهور بالشكل المحافظ والمتمسك بالعادات والقيم الجميلة.